أشارت مصادر سياسية بارزة لـ"الحياة" الى إن "شخصيات تدور في فلك "​تيار المستقبل​" أجرت اتصالات مع قياديين من "​التيار الوطني الحر​" و "​الحزب التقدمي الاشتراكي​" من أجل تهدئة السجال الحاد الذي نشأ أول من أمس بين الجانبين والذي أدى برئيس الاشتراكي ​وليد جنبلاط​ إلى وصف العهد الرئاسي بأنه فاشل منذ البداية، ورد نواب "التيار" عليه بنبش مرحلة الحرب الأهلية"، لافتة الى أن " الاتصالات شملت "​القوات اللبنانية​" و "التيار" من أجل تهدئة الموقف بين الجانبين نتيجة الخلاف على عدد من الملفات كان آخرها ​مرسوم التجنيس​ فضلاً عن الحصص في ​الحكومة​ المقبلة على خلفية الخلافات التي سبقت ​الانتخابات النيابية​، لا سيما ملف ​الكهرباء​ وغيرها من العناوين، التي راكمت التباعد بين الفريقين وانعكست على عملية تأليف الحكومة ​الجديدة​، برفض رئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​ ورئيس "التيار الحر" الوزير ​جبران باسيل​ تمثيل حزب "القوات" بخمسة وزراء كما يطالب، بحجة أن حجمه النيابي (١٥ نائباً) يساوي ٤ وزراء فقط مع استبعاد إسناد حقيبة سيادية ومنصب نائب رئيس الحكومة له".

وأوضحت المصادر السياسية أن "الغرض من الاتصالات مع الفرقاء الثلاثة المعنية هو دعوة قياداتها إلى فرملة التصعيد في المواقف للحؤول دون عرقلة أجواء التشنج لتأليف الحكومة وتأخيرها"، معتبرة أنه "من الصعب مواصلة جهود التأليف في هذه الأجواء التي لا بد من أن تنعكس تأخيراً في استيلادها".

واعتبرت المصادر أنه "إذا كان صحيحاً أن الأجواء بين "التيار الحر" وبين "الاشتراكي" من جهة وبين "التيار" وبين "القوات" لم تكن سليمة قبل عملية تأليف الحكومة، فإن الأمور تفاقمت في جانب منها بسبب الخلاف بين تيار الرئيس عون وبين الفريقين الآخرين بسبب موقفه من مطالب كل منهما الحكومية"، مشيرة الى أن "هذا التصعيد يؤخر التأليف حكماً، لكن يجب العمل بقوة على ألا يؤخره كثيراً وعلى وجوب السعي لإعادة إطلاق طبخ الحكومة بسرعة فور عودة الرئيس المكلف من إجازة العيد في اليومين المقبلين، فهناك فرصة كي نشكل حكومة تنطلق بزخم لمعالجة القضايا الملحة التي تنتظر حلولاً وللإفادة من الاستثمارات التي تقررت في مؤتمر "سيدر" لدعم ​الاقتصاد اللبناني​، ولذلك لا بد من وقف الاشتباك السياسي".