اشار مصدر في "اللقاء النيابي الديمقراطي" لـ"الحياة" الى إن "ربط رموز في "​التيار الوطني الحر​" موقف رئيس ​الحزب الاشتراكي​ ​وليد جنبلاط​ بزيارته إلى ​السعودية​ هروب إلى الأمام من الواقع السياسي ومحاولة للتعمية على عجز العهد عن إيجاد الحلول المطلوبة للأزمات التي يتخبط بها البلد، وهي محاولة للتزلف لـ"​حزب الله​" الذي يقوم بحملة على السعودية بدوره لأسباب إقليمية"، معتبراً أن "ربط موقف جنبلاط بزيارته السعودية هي محاولة سخيفة مؤداها إحراج رئيس ​الحكومة​ المكلف ​سعد الحريري​ وربما كانت للتغطية على جنوح "التيار" نحو تأليف حكومة ترضي محور الممانعة وحزب الله على حساب الجهود نحو تحييد لبنان عن حروب المنطقة.

ولفت المصدر الى إن "جنبلاط وجه انتقاداته للعهد قبل الزيارة إلى السعودية، فهو سبق أن تحدث عن السلطة التنفيذية الفعلية والسلطة النظرية، وعن استباحة فريق رئيس الجمهورية ​ميشال عون​ الدولة، في خلال الحملة الانتخابية"، مضيفا: "هذه أمور كان يشير إليها وزير "​اللقاء الديمقراطي​" ​مروان حمادة​ على طاولة ​مجلس الوزراء​ على مدى السنة الماضية ويرفض الاستئثار بالسلطة وخرق اتفاق الطائف و​الدستور​ في التعيينات وممارسة الصلاحيات".

واضاف: "إذا كان البعض يستغرب عدم تمييزنا بين وزير الخارجية والمغتربين ​جبران باسيل​ والعهد فنحن لم نميز أساساً بينهما إذا كان غيرنا يعتمد هذا الأسلوب، على رغم أن جنبلاط كان زار رئيس الجمهورية أثناء الإعداد ل​قانون الانتخاب​ بناء لنصيحة من الحريري بهدف المساعدة على كبح جموح باسيل في حينها نحو قانون انتخابي فئوي وغير مقبول"، لافتا الى أن "جنبلاط وجه انتقاداً سياسياً تحت عنوان فشل العهد فإذا بالردود تعود إلى نبش القبور والحديث عن مرحلة الحرب التي كان جنبلاط المبادر إلى السعي لإنهاء ذيولها عبر المصالحة التاريخية"، مشددا على أن "فريق الرئيس عون يتصرف كأنه بريء من دم الصديق وينسى ما تسببوا به من إراقة دماء المسيحيين واللبنانيين خلال الحرب".

ورفض المصدر الاستنتاج القائل إن "السجال بين "التيار الحر" و "الاشتراكي" يؤخر تأليف الحكومة"، متسائلاً: "ماذا عن مشكلة الرئيس عون مع "​القوات اللبنانية​"؟ فهل تأليفها كان يسير على ما يرام بحيث أن موقفنا فرملها؟ فانتقادات جنبلاط قد يتم تجاوزها لكن مفعولها أنها كشفت التناقضات وأضاءت على فظاعة الممارسات في السلطة وآخرها افتعال أزمة مع المجتمع الدولي حول ملف النازحين من أجل توظيفها طائفياً"، مضيفا: "فليدلنا أحد على علاقة سوية لـ "التيار" ورئيسه مع سائر الفرقاء اللبنانيين، فعلاقتهم مع رئيس البرلمان ​نبيه بري​ تشوبها المشاكل اليومية وآخرها إصدار مرسوم تعيين القناصل الفخريين من دون توقيع وزير المال وعلاقتهم مع "القوات" تتراجع بسبب الخلاف على ملف ​بواخر الكهرباء​ وعلى استفراد "التيار" بالتعيينات للمسيحيين وغيرها وصلتهم بـ "تيار المردة" حدث ولا حرج وكذلك مع الحزب السوري القومي الاجتماعي. و "حزب الله" يبقى في حال استنفار إزاء ممارساتهم سواء في محاولتهم تجاوز الرئيس بري أو في علاقتهم بالخارج، وهم مطوقون بالأزمات والملفات الفضائحية، من ​مرسوم التجنيس​ الذي بلغ الأمر حد مطالبة البطريرك الماروني بشارة الراعي بسحبه، وصولاً إلى الاشتباك مع المجتمع الدولي في ملف النازحين الذي تسبب بتوتر بين باسيل و الحريري، بعد أن تبرأ الأول من الأخطاء في مرسوم التجنيس موحياً بأن المسؤولية عنها تقع على عاتق رئاسة الحكومة ووزارة الداخلية".