وصف الوزير والنائب السابق ​غازي العريضي​ التحالفات السياسية في ​لبنان​ بـ"أنها شغل مياومة وطبعاً لا مصلحة للبنان في هذا الشغل، إذ ماذا ينفع إن ربح أي طرف سياسي مقعداً من هنا ومقعداً من هناك، من دون أن ينعكس هذا الربح على المصلحة العامة"، مشيراً إلى أن "التحالفات السياسية في لبنان موسمية وغير مكتملة. وهي تفاهمات أكثر مما هي تحالفات، يلتقي أطرافها في مكان ويختلفون في آخر وهي ليست مبنية على أساس برامج واضحة كما كانت الحال قبل الحرب الأهلية".

وفي حديث لصحيفة "الشرق الأوسط"، أوضح العريضي أن "العمل السياسي قبل الحرب الأهلية كان يبدأ من النقابات والمزارعين وروابط الطلاب ويمتد إلى ال​سياسة​ عبر برنامج واحد. والبرامج السياسية المتكاملة كانت تمتد على مساحة كل لبنان"، مشيراً إلى أنه "لدى "حزب الله" مشروعه السياسي والاستراتيجية الواضحة وعدة العمل، لكن مشروعه يشكو من نواقص، إذ لا رؤية إصلاحية سياسة عنده في السياسة أو في الإدارة".

ولا يوافق العريضي على أن "تحالف قوى "14 آذار" كان قائماً على برنامج سياسي متكامل"، مشيراً إلى أنه "كان هناك اتفاق على بعض العناوين، لكن البرنامج السياسي لم ينجز، فهو لم ينتج برنامجاً متعلقاً بالاقتصاد وبناء الدولة وقطاعاتها وإصلاح إداراتها. كما أن تحالف 14 آذار كان يشكو من سوء الإدارة" ورأى أن "تحالف 14 آذار كشف هشاشته في التحالف الرباعي مع "حزب الله" وحركة "أمل" في الانتخابات النيابية عام 2005، عندما أخذ الشيعة كتلة واحدة، وأخرجهم من صلب حركة 14 آذار".

ولا يوافق العريضي على أن "السلاح خارج الدولة هو سبب فشل إنشاء تحالفات سياسية فعالة"، مشيراً إلى أنه "من خلال تجربتي كوزير أؤكد أنه يمكن تنفيذ مشاريع متكاملة لمصلحة البلد ومن يريد العمل يعمل، وليس صحيحاً أن السلاح يحول دون العمل في الداخل"، لافتاً إلى أن "هناك أقوياء في السلطة، لكن المصالح أعمتهم وانصرفوا إلى البيع والشراء في البازار المفتوح، بحيث لن تستقيم تحالفات تغني الحياة السياسية في لبنان".