تواصل ​اسرائيل​ حربها التجسسية على ​لبنان​، التي باتت خاسرة أيضاً لما يحققه الجيش من انجازات تتمثل باكتشاف كل أجهزتها المزروعة داخل الاراضي اللبنانية، فقد تمكن ​الجيش اللبناني​ من تفكيك، قبل أيام، ​جهاز تجسس​ اسرائيلي عالي الدقة والتقنية، وذلك على مقربة من موقع رويسات العلم وبركة كفرشوبا عند خط الانسحاب داخل الأراضي اللبنانية.

في هذا السياق أكد مصدر أمني لبناني، عبر "النشرة"، أن دورية من الجيش عثرت على المنظومة المعادية، فضربت عناصر من مخابرات الجيش طوقاً في محيطها وعلى الفور عملت فرقة من فوج الهندسة على تفكيكها ونقلها إلى أحد مواقعه العسكرية، مشيراً إلى أن الجهاز عبارة عن قطعتين الكترونيتين خاصة بالاتصالات متصلتين بكابل تغذية للأجهزة.

وأوضح المصدر نفسه أن الجهاز الاسرائيلي مثبّت على صخرة قرب خط الانسحاب جنوب موقع اسرائيل في رويسات العلم وعلى بعد 700 متر منها في مرتفعات كفرشوبا المحتلّة، لافتاً إلى أنه موجه إلى الجانب اللبناني، حيث تنشط حركة رعاة الماشية في المنطقة الخالية من العوائق والأسلاك الشائكة، وهو عبارة عن جهاز لاقط ومرسل هوائي ومحمي بشبك حديدي ظاهر للعيان وموصول بكابلات وجهاز تخزين وبطاريات تغذية كهربائيّة، ويلتقط المعلومات ويبثها إلى رويسات العلم، ومنها إلى غرفة عمليات عسكرية اسرائيلية في المنطقة الشمالية للجيش الاسرائيلي، وهي تعمل على تحليلها وتزويد جنرالات اسرائيل العسكريين بها.

وأكد المصدر أن هذه المنظومة التجسسية ستكون البند الأول على جدول أعمال اللقاء الثلاثي في الناقورة، لأن زرعها في الأراضي اللبنانية يعتبر خرقاً للسيادة اللبنانية، لافتاً إلى أن 4 جنود اسرائيليين كانوا قد خرقوا خط الانسحاب المذكور، واتجهوا من موقع رويسات العلم إلى خراج كفرشوبا مسافة 500 متر قبل أيام، ومكثوا في المنطقة مراقبين المنظومة التجسسية للتأكد من أنها ما زالت في مكانها، فيما اتخذت حينها وحدات الجيش الاجراءات الميدانية وتابعت هذا الخرق مع "​اليونيفل​".

وأشار المصدر الأمني اللبناني إلى أن ذلك ترافق مع تحليق لطيران الاستطلاع الاسرائيلي فوق شبعا والعرقوب، مرجّحاً أن تكون اسرائيل زرعت هذه المنظومة في وقت ليس ببعيد للحصول على معلومات عن تحركات الجيش اللبناني، مؤكداً أن الأخير أعد تقريراً مصوراً بالمنظومة التجسسية المكتشفة، وبالمكان الذي وضعت فيه تمهيدا لتسليمه لممثل الحكومة في اللقاء الثلاثي اللبناني-الدولي-الاسرائيلي في الناقورة، لافتاً إلى أن اسرائيل كانت عمدت قبل مدة إلى تفجير جهاز تنصّت زرعته في الباروك العام الماضي، وقبله عثر الجيش على عشرات أجهزة التجسس والتنصت مزروعة ومموّهة في صخور في بني حيان وعريض دبين ومركبا والعديسة ورميش وعيترون وكفركلا وفي سهل الخيام وعدلون والباروك.

من جانبه، يؤكد عضو كتلة التحرير والتنمية النائب ​قاسم هاشم​، في حديث لـ"النشرة"، إلى أن التجسس الاسرائيلي على لبنان ليس جديداً، فهو كان منذ أيام احتلالها للجنوب واستمر بعد الانسحاب، وهناك المئات من هذه الاجهزة التي زرعتها تل أبيب على طول الحدود الجنوبية، وهو ما يعتبر خرقاً للقرار الدولي 1701 وانتهاكاً للسيادة اللبنانية، مشيراً إلى أن لبنان يتابع هذا الموضوع باستمرار وتقدم بشكاوى عديدة للأمم التحدة، موضحاً أنه في كل مرة كان الجانب اللبناني يثير الامر في الناقورة، كانت اسرائيل تؤكد أنها ستواصل تجسسها داخل الأراضي اللبناية بهدف جمع المعلومات عن المقاومة، مشيراً إلى أن إسرائيل عملت مؤخراً على رفع وتيرة أعمال التجسس بعدما خسرت كل الشبكات العميلة معها، بفضل تفكيكها على أيدى الجيش والأمن العام وباقي ​الأجهزة الأمنية​.