اعلن ​حزب الله​ صراحة وفي موقف واضح لأحد كبار المسؤولين فيه ان ازمة ​تشكيل الحكومة​ ليست داخلية، بل هي خارجية بسبب مطالب السعوديّة بأن تكون مهمة الوزارة المقبلة مواجهة حزب الله، مشيرا ان مثل هذا الامر لن يحصل في لبنان.

في المقابل انتقلت ​القوات اللبنانية​ برئاسة ​سمير جعجع​ الى لغة دبلوماسية لوضع اللوم على ​الرئيس ميشال عون​ في عدم قيام حكومة جديدة، عبر كلام معسول مفاده انها تعتمد على حكمته لتسهيل عملية التشكيل، وأرسل جعجع في هذا السياق وزير الاعلام في حكومة تصريف الأعمال ​ملحم الرياشي​ للقاء الرئيس عون بناء على طلب من رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري، الذي لم يعد يعمل على نفس الموجة مع قصر بعبدا في عملية التشكيل، بل اخذ موقفا مؤيّدا لمطالب القوات على الرغم من معارضة رئيس الجمهورية لهذا الطرح.

في هذا السياق، رأت مصادر نيابية ووزارية ان الرد على جعجع والحريري والاشتراكيين، وكل القوى المعارضة لحصول رئيس البلاد على حصة وزارية، أو حقه في تعيين نائب رئيس الوزراء جاء في البيان الذي صدر عن المكتب الإعلامي للرئيس عون إنما هو موقف ثابت، وربما تتبعه مواقف تصعيديّة في حال استمر التصويب على قصر بعبدا، والايحاء بانه لن يسهّل عمليّة التشكيل وخصوصًا من ​وسائل الاعلام​ التابعة للحريري.

وقالت هذه المصادر، ان اجواء قصر بعبدا لا تشير الى احتمال قيام رئيس الحكومة المكلف بزيارة بعبدا في القريب العاجل، وانه ومعه القوات يشيّعون اجواء تفاؤليّة بهدف التضليل ووضع كرة التعقيد في ملعب خصومهم.

وشدّدت المصادر، على ان الانتظار من قبل الحريري كي يقبل الرئيس التنازل عن حقوقه الدستورية، والقبول بإسناد نيابة ​رئاسة الحكومة​ للقوات، واعطائهم خمس حقائب كي يشكل حكومته، سيكون طويلا بسبب استحالة مثل هذا الامر.

وتخوّفت المصادر نفسها من ان يكون دخول حزب الله على خطّ التأليف عبر حليفه النائب اللواء جميل السيّد، الذي لوح بامكانيّة توقيع عريضة نيابيّة لسحب التكليف النيابي منه لتشكيل الحكومة، في حال أصرّ على إعطاء القوّات ما يطالبون به، مقدّمة لأزمة وزارية وسياسيّة قد تطول مدّتها، وان محاولات الضغط التي يمارسها الحريري عبر الإشارة الى "كارثة اقتصاديّة" لن تبدّل في الواقع التفاوضي القائم لتشكيل الحكومة شيئا.

وخلصت المصادر الى القول ان رئيس الجمهورية الذي رفع شعار ​التغيير والإصلاح​ لم يتمكن بعد من تحقيق ذلك، في ظل هذه التركيبة السياسية المعقدة، مشيرة الى ان في نيته وضع حدّ للفساد وهدر المال العام لكنّه اصطدم باصحاب النفوذ الذين يحمون الفاسدين، كما كان في نيته تأمين الكهرباء والماء وازالة النفايات بسرعة كونها من أولويات المواطنين، فاصطدم بالسماسرة واصحاب الصفقات واصحاب الخبرة في الإثراء غير المشروع، مؤكّدة انّه لن يقبل بأن تكون الحكومة التي يجري العمل على تشكيلها حكومة صراع سعودي-إيراني، او أن تستعمل منصة لقوى خارجية، بل حكومة العهد التي تعمل على ما يصبو اليه سيد العهد ومعه كل الناس، بتحقيق تغيير جدي في جميع الملفات التي تهم المواطنين .