شرح رئيس الحكومة الاسبق النائب ​نجيب ميقاتي​ "ظروفَ انعقاد اجتماع رؤساء الحكومة السابقين مع رئيس الحكومة المكلف ​سعد الحريري​ في ​بيت الوسط​"، قائلاً: "خلال الايام الماضية كان التواصل قائماً بيننا هاتفياً، لكن ارتأينا أن نلتقي في ما يشبه الصالون السياسي، ونتداول في الوضع العام بدل الاكتفاء بالاتّصالات الهاتفية"، موضحاً "أننا بحثنا في ملفّ ​تشكيل الحكومة​ وكيف يمكن تحريك الامور ودفعها الى الامام، وأكّدنا أننا ندعم الحريري في مهمته ونقف الى جانبه، لأنّ الظرف صعب، وهناك تحدّيات كبرى تواجه ​لبنان​ تتطلّب تعاونَ الجميع لمواجهتها".

وفي حديث لصحيفة "الجمهورية"، أشار ميقاتي إلى أن "المهم ليس فقط الانتهاء من تشكيل الحكومة في أسرع وقت ممكن، وإنما المطلوب بعد ذلك أن تكون منتجة وأن ترتقي الى مستوى المسؤوليات الملقاة على عاتقها، وهذا هو الأهم بالنسبة الى اللبنانيين"، مؤكداً أنه "تمّ التشديد خلال اللقاء على رفض أيِّ كلام أو تلميح في شأن سحب التكليف من الحريري"

ولفت إلى أن "مقام ​رئاسة الحكومة​ يهمّنا ولا نقبل بأيّ تعرّض له ولصلاحياته"، معتبراً أنه "من الضروري تشكيل حكومة توحي بالثقة"، مشدّداً على "أهمّية أن تضمّ وزراءَ سياسيين فاعلين ومتمكّنين، بحيث يكونون قادرين على التصدّي للملفات المطروحة واتّخاذ القرارات المطلوبة في صددها، منبِّها الى أنّ المرحلة لا تتحمّل وزراء موظفين أو من المصنّفين درجة ثانية، لأنّ التحدّيات التي تواجهنا هي دقيقة ولا يجوز التهاون أمامها، من النازحين الى الوضع الاقتصادي مروراً باستكمال تطبيق ​اتفاق الطائف​ ومناقشة ​الاستراتيجية الدفاعية​".

واعتبر ميقاتي أنّ "من حقّ تكتّله النيابي أن يتمثل بوزير، سواءٌ كان سنّياً أو غير سنّي"، مشيراً الى أنّ "تكتّلنا عابر للطوائف ونحن لا نتوقف عند الهوية الطائفية للوزير الذي يجب أن يمثلنا"، موضحاً أنه "سبق له أن ناقش هذا الامر مع الحريري خلال ​الاستشارات النيابية​ وأكّدتُ له حقنا في أن نتمثّل في الحكومة المقبلة التي ينبغي أن يشارك فيها الجميع، حتى تستطيع أن تؤدّي بنجاح دورها الإنقاذي".

وتعاطى "بشيءٍ من البرودة مع تجمّع النواب السنّة الموجودين خارج تيار "المستقبل"، موضحاً أنه "لم يُدع أصلاً الى اللقاء الذي عقدوه، ولم أكن على علم مسبق بهذا اللقاء الذي عرفت به من وسائل الإعلام"، مشيراً الى أنه "حتى لو وُجّهت إليّ الدعوة لحضوره فإنني كنتُ سأعتذر عن تلبيتها لأنني أفضل المحافظة على خصوصيّتي وعدم استقطابي في هذا الاتّجاه أو ذاك".

وأضاف: "كلّاً من هؤلاء النواب ينتمي أصلاً الى كتلة سياسية أخرى، ولكنهم جمعوا أنفسَهم فجأة، وبالتالي لا أعرف ما إذا كان يجب تمثيلهم في الحكومة كحالة سنّية قائمة بحدّ ذاتها، إنما الأكيد أنه ينبغي أن تتمّ مراعاة الحيثية الشعبية والسياسية للنواب السنّة العشرة المستقلّين عن تيار "المستقبل".