لفت مصدر دبلوماسي فرنسي رفيع عبر صحيفة "الحياة" إلى أن "​باريس​ ترى أنه ينبغي أن تشكل الحكومة ال​لبنان​ية وتبدأ الإصلاحات كي يبدأ تنفيذ خطة مؤتمر "سيدر" وأن يتم وضع لجنة متابعة للخطة"، مشيراً إلى أن "باريس تعد لزيارة الرئيس الفرنسي ​إيمانويل ماكرون​ إلى ​بيروت​ في الخريف المقبل، ولكن المسؤولين لا يريدون البدء بتنظيم الزيارة طالما ليس هناك حكومة".

وأشار إلى أنه "كان مستشار الرئيس الفرنسي لشؤون ​الشرق الاوسط​ أوريليان لو شوفالييه الذي زار بيروت الأسبوع الماضي بحث مع السفير ​برونو فوشيه​ مضمون برنامج زيارة ماكرون، ولكن تحديد توقيت الزيارة لا يمكن أن يتم طالما ليست هناك حكومة، وستكون زيارة يوم واحد، على أن يمضي ماكرون ليلة في لبنان وينتقل بعدها إلى ​الأردن​، كما قال المصدر الفرنسي"، لافتاً إلى أن "المستشارة الألمانية ​أنجيلا ميركل​ حصلت ل​ألمانيا​ على موقع في لجنة متابعة خطة سيدر".

وعن إصرار المسؤولين اللبنانيين على إعادة ​اللاجئين​ الى ​سوريا​، كشف المصدر عن أن "هناك تطوراً في موقف لبنان وأيضاً الموقف الفرنسي، إذ إن خلال زيارة الدولة التي كان قام بها ​الرئيس ميشال عون​ إلى ​فرنسا​ كان هناك خلاف واضح في الموقفين الفرنسي واللبناني حول عودة اللاجئين إلى سوريا، كانت باريس تقول إنه طالما ليست هناك انطلاقة للمرحلة الانتقالية في سورية لا يمكن التحدث عن عودة اللاجئين الى سورية، والآن فرنسا تقول: إذا كانت الظروف تسمح بعودة بعض اللاجئين الى بعض الأماكن بحسب ما تقوله ​المفوضية العليا للاجئين​ التابعة للامم المتحدة، فليعودوا، وهذا هو أيضًا الموقف اللبناني الآن، فبعد تصريحات وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال ​جبران باسيل​ حول ضرورة مغادرتهم وخلافه مع المفوضية العليا للأمم المتحدة، التقى في جنيف رئيس المفوضية، ما جعله يخفف من لهجته بالنسبة إلى ذا الموضوع".

ولفت المصدر الى أن "باسيل أبدى بعض المرونة في موقفه إزاء المشاركة في الحكومة"، مشيراً إلى أن "الجانب اللبناني تأكد أن ​النظام السوري​ لا يريد فعلاً عودتهم وتم التحدث عن هذا الموضوع بين لوشوفالييه وميراي عون خلال لقائهما، فلبنان مدرك أن النظام السوري لم يعطهم التصاريح التي تسمح بعودتهم، فهناك 3000 لاجئ بإمكانهم ان يعودوا والمفوضية العليا للأمم المتحدة قالت إن بامكانهم الذهاب الى ​القلمون​، لكن النظام السوري لا يعطي التصاريح، وسمح بعودة 200 وأعطى تصاريح لعدد آخر من النساء فقط من دون الرجال. وباريس تتفهم أن ​اللجوء السوري​ عبء كبير على لبنان ولكن ترى أن النظام لا يريد تسهيل ذلك".

وأضاف: "القول أن "​حزب الله​" كان الرابح الأكبر في ​الانتخابات​ ليس دقيقاً ولو أن له السيطرة على القطاعات الأساسية، المال والدفاع والخارجية والعدل، وأنه لا يطلب مباشرة تولي هذه الوزارات بل وزارات خدمات اجتماعية"، مشيراً إلى أن "الانطباع السائد أن ​إسرائيل​ لن تشن هجوماً على لبنان، وأن "حزب الله" ليس له مصلحة في القيام بعمل هجومي على إسرائيل حالياً".