لم تحقق الحرب القائمة في ​اليمن​ وبالتحديد في مدينة الحديدة النتائج المرجوة من قبل الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا والمدعومة من ​السعودية​ و​الامارات​ العربية المتحدة، بطرد الحوثيين المدعومين من ​ايران​ من هذا الميناء الاستراتيجي، وسط كلام اعلامي من قبل المشاركين فيها بتحقيق انتصارات.

ولاحظت مصادر سياسية وعسكرية ان مستوى القتال انخفض، تمهيدا لمنح المبعوث الخاص للأمم المتحدة فرصة لاحلال السلام، وقد تم ابلاغ الحكومات الأجنبية بأن توقف القتال سيستمر حتى اليوم.

وفيما اشارت المصادر انه حتى الان لم يتم احراز اي تقدم، فإنّ الإمارات تصر على انسحاب رجال القبائل الحوثيين عن الحديدة، الّذين لا يظهرون اي استعداد للقيام بذلك.

ولفتت المصادر الى وجود ازمة إنسانية لان سلامة عشرين مليون نسمة على المحكّ، ويشكل هؤلاء الغالبية العظمى من سكان اليمن الذين يعيشون في الجزء الخاضع لسيطرة الحوثيين من البلاد.

وتشير التقارير الحديثة من خط المواجهة الى تأزم الوضع، حيث تواصل القوات التي تقودها الامارات تقدمها، لكنها تواجه المقاتلين الحوثيين المتحصّنين في جوار مطار الحديدة، وبالتالي فإنّ توقف القتال لا يعني وقف اطلاق النار.

ورأت هذه المصادر ان الإماراتيين اعتقدوا في بداية الامر ان عملية الحديدة لن تستمر طويلا، لكنهم على ما يبدو يواجهون تحدّيا في التقدم من قبل الحوثيين الذين يرفضون تقديم تنازلات، من مراكزهم الحالية الى الجنوب من ميناء ​البحر الأحمر​، سواء للسيطرة على مرفأ الحديدة الذي يقع شمالي من المدينة، او لقطع الطريق البري نحو العاصمة.

وترى المصادر نفسها أن آفاق الحلّ السياسي في اليمن مسدودة، لانه عادة ينظر الى رجال القبائل الحوثيين على انه بالإمكان قطع روابطهم بايران، لكن هذه النظرية لا تنطبق هذه المرة، ويبدو ان الامارات والسعودية تصران على مطلبهما القاضي بإرغام هؤلاء على الخروج من العاصمة والعودة الى معقلهم التقليدي في صعدة-تلال شمالي اليمن.

وقالت المصادر انه في غضون ذلك لا يزال البعد الايراني يلوح في الافق، فمنذ عدة ايام أعلنت السعودية ان صاروخين إضافيين استهدفا العاصمة الرياض، وتم إطلاقهما من الاراضي التي يسيطر عليها ​الحوثيون​، مع وجود شكوك حيال صناعتهما الايرانية او أن يكون من الترسانة اليمنية من الصواريخ التي اجرت عليها ايران بعض التعديلات، واستولى عليها الحوثيون عندما سيطروا على صنعاء للمرة الاولى. ورأت المصادر انه في الحالتين، لا ينبئ الامر بالخير .

والسؤال المطروح اليوم بحسب المصادر الى اين تتجه اليمن؟ وما الذي يمكن للدول الكبرى وخاصة الولايات المتحدة الاميركيّة حليفة دول مجلس التعاون الخليجي فعله لإنهاء هذه الحرب؟.

وتشدد المصادر على ان الازمة بدأت على شكل مواجهة إقليمية نتيجة تدخل المملكة العربية السعودية الذي اعتبر متهوّرا، وقد اصبحت الان تضم الخصوم الإقليميين السعودية والإمارات من جهة وايران من جهة ثانية، وان الأطراف غير اليمنية تريد هزيمة او اذلال خصومها.

وفي هذا السياق ترى المصادر ان مخاوف واشنطن تتصاعد، فالكونغرس الاميركي قلق بشأن الذخيرة الاميركية التي تتسبب في سقوط ضحايا مدنيين، على الرغم من أن ادارة الرئيس الاميركي ​دونالد ترامب​ تريد دعم حليفيها السعودية والإمارات لجوانب اخرى من سياسة الولايات المتحدة في الشرق الاوسط.

وخلصت المصادر الى القول انه لا يجب الاكثار من الآمال على نجاح المبعوث الخاص للأمم المتحدة مارتن غريفيث لتضييق مساحة الخلافات، ووضع حدّ لهذه الحرب التي تبقى الجامعة العربية فيها غائبة كليا، كما ان القمم العربية وآخرها تلك التي عقدت في السعودية، كانت واجهة لدعم الرياض بمعركتها في اليمن، التي تهدد في حال استمرارها وحدة دول مجلس التعاون واقتصادها بسبب التكلفة العالية لها والتي بدأت ترخي بظلالها على تراجع المشاريع والاستثمارات داخل المملكة العربية السعودية.