جاء مسار المصالحة بين ​القوات اللبنانية​ و​التيار الوطني الحر​ والمتوقع ان يتوج بلقاء بين وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال ​جبران باسيل​ ورئيس ​حزب القوات اللبنانية​ ​سمير جعجع​، بتمنّ من رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ لمعالجة عقدة توزير القوات اللبنانية، ليتمكن من معالجة العقد الاخرى، وكان واضحا من كلام جعجع ان ​الرئيس ميشال عون​ هو من دعاه الى لقائه في بعبدا.

وسبق لقاء جعجع-عون اجتماع بين وزير الاعلام ​ملحم الرياشي​ ورئيس الجمهورية، تناول حسب مصادر التيار الوطني الحر كل المراحل التي مرّت بها العلاقة بين التيار والقوات منذ اتفاق معراب الى يومنا هذا.

واضافت المصادر، "ان القوات اللبنانية وبعد توقيع هذا الاتفاق لم تترك مناسبة الا وحاولت من خلالها التنكّر لمضمونه، بدءًا من الانتخابات البلديّة حيث حاولت إسقاط مرشحي التيار، مرورا بسلوك وزرائها داخل مجلس الوزراء والذي عكس نوايا واضحة في افشال العهد، عبر الوقوف الى جانب من اتّهم وزراء التيار بالسرقة والفساد، مرورا بتعطيل خطة الكهرباء، وصولا الى رفض وزير الاعلام نقل موظّفة في وزارته تستغلّ مركزها لمصلحة القوات وخصوم التيار، في موازاة إصراره على تعيين رئيس لمجلس إدارة ​تلفزيون لبنان​ مناوئ كليا للعهد ويُعرف بتجريحه بشخص الرئيس ميشال عون".

وقالت المصادر، ما إن جاءت ​الانتخابات النيابية​ حتى ظهرت نوايا القوات لاسقاط جبران باسيل في ​البترون​ عبر ترشيح ​فادي سعد​، وهو من الوسط من دون التشاور مع التيار الذي كان يفضّل مرشحا من الجرد، الأمر الذي عدّه التيار تحديا مباشرا لا بل محاولة مكشوفة للإضرار بباسيل لمصلحة النائب السابق ​بطرس حرب​، وكذلك الحال في عدم التعاون انتخابيا في كل المناطق اللبنانيّة خلافًا لما كان يفترض بأن يحقّقه اتفاق معراب.

في هذا الاطار اتهمت مصادر في القوات اللبنانية الوزير باسيل بتهميشها وعدم مراعاة حصتها المسيحيّة في التعيينات، ومخالفة بنود الاتفاق الذي قال النائب ​جورج عدوان​ انه ينص على المناصفة في الحقائب الوزارية المسيحيّة بينهما.

وبانتظار عودة جبران باسيل من عطلته الصيفيّة ولقائه برئيس حزب القوات سمير جعجع، ترى مصادر عونيّة ان كل الذي تحقّق حتى الان هو وقف التراشق الإعلامي وعدم السماح لهذا الخلاف بالوصول الى درجة اللاعودة.

وشدّدت المصادر، على ان موقف التيار الوطني الحر من حجم التمثيل المسيحي في الحكومة التي يجري العمل على تشكيلها لن يتبدل، وهو يقوم على النسبيّة والتناسب وفقا لنتيجة ​الإنتخابات النيابية​، لكنه مسار منفصل عن مسار إعادة الثقة بين الحزبين، وان التيار لا يضع فيتو على احد ولا يرفض منح أيّ حقيبة إنما الذي يريد ان يعطي القوات وزراء لا تتناسب وحجم تكتلها النيابي فليعطِها من حصته.

وقالت المصادر ان الوزير باسيل سيكون صريحا جدا في المحادثات التي من المفترض ان تعقد مع جعجع، وإنْ كان بعض العونيين يشكّون في حصولها، وسيطرح معه كل ما قدمه التيار لانجاح الاتفاق وكل ما فعلته القوات لإفشاله .

ورأت ان الدبلوماسية الإيجابية التي تعتمدها القوات والتي تخفي وراءها خطة لإلقاء اللوم على العونيين في حال فشلت المحادثات، أصبحت مكشوفة وواضحة منذ تشكيل الحكومة حتى يومنا هذا.

وقالت المصادر نفسها، في احسن الأحوال سيثبّت لقاء باسيل-جعجع الهدنة ولن يسمح بتأزمات جديدة حفاظا على وحدة الصف المسيحي، هذا اذا ما صفت النوايا.

اما مصادر القوات اللبنانية فأعربت عن تفاؤلها بالنتائج المرتقبة للقاء، حرصا من الاثنين على تقوية الصف المسيحي وعلى دعم العهد والرئيس القوي، الذي جهد لاستيعاب المواقف المناهضة للقوات.

واعتبرت مصادر سياسية محايدة ان سمير جعجع تعمّد تمرير معلومات وإيحاءات بأنه يعمل على حل العقد كلها التي تعرقل تشكيل الحكومة، عكس وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الذي يعتبر مقربون منه أن التحلّي بالموضوعية وعدم المبالغة أو المناورة هي الطريق السليم لإنضاج المشاورات الحكومية.