استغرب النائب في تيار "المستقبل" ​محمد الحجار​ الحديث عن أن تشكيل الحكومة بات مؤجلا، مذكرا بأن كل الحكومات في لبنان تأخذ وقتها للتشكّل وتشهد نوعا من عملية شد حبال بين الفرقاء المعنيين، مشددا على أن ما يحصل اليوم غير مستغرب ونشهده دائما. وقال: "لا شكّ انه في المقابل هناك رغبة ومطالبة من اللبنانيين بأن تتم هذه العملية بأسرع وقت ممكن، نظرا لأن الوضعين الاقتصادي والاجتماعي لا يحتملان أي تأجيل، وهذا رأي رئيس الحكومة المكلف ​سعد الحريري​ أيضا الذي يصرّ على انجاز مهمته سريعا".

وشدد الحجار في حديث لـ"النشرة" على أن ما تم انجازه في مؤتمر "سيدر" يتوجب ألاّ نضيّعه بتأخير التشكيل، لافتا الى ان "المطلوب استغلال مقررات المؤتمرات الدولية ايجابا، والا نكون بصدد تضييع فرصة كبيرة على لبنان واللبنانيين، وها ما نرفضه ونتخوف منه خاصة وأن الوضع الاقتصادي يزداد سوءا".

واعتبر الحجار أن جو التهدئة الذي طلب الحريري الالتزام به وتعميمه، من شأنه أن يدفع عملية التشكيل قدما، لافتا الى ان رئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​ يساعد رئيس الحكومة المكلّف في هذه المهمة سواء من خلال لقائه مؤخرا رئيس "​القوات اللبنانية​" ​سمير جعجع​ أو رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" ​وليد جنبلاط​. واضاف: "النقاش بتشكيل الحكومة يجب أن يتم بأعصاب هادئة لا برؤوس حامية لايجاد المخارج المناسبة".

وأشار الحجار الى ان الجميع بات يعرف أين تكمن العقد التي لا تزال تؤخر التشكيل، مؤكدا ان العمل جار على حلحتها حتى أثناء تواجد الحريري في اجازة، مرجّحا أن تتفعل المساعي أكثر خلال الاسبوع المقبل مع عودته ورئيس المجلس النيابي نبيه برّي الى لبنان.

وعما يحكى عن عقدة سنيّة تضاف للعقدتين المسيحيّة والدرزيّة، نفى الحجار هذا الأمر، لافتا الى ان لا وجود لعقدة سنية تؤخر التشكيل، وقال: "العملية ليست متوقفة عند التمثيل السني، وان كان الحريري أكد مرارا ان ما يسعى اليه هو تأمين المصلحة الوطنية والخروج بتشكيلة حكومية قادرة على القيام بواجباتها في المرحلة المقبلة". واضاف: "رئيس الحكومة المكلّف استمع لكل الآراء والمطالب ويتواصل مع الجميع، لكنه بالنهاية سيقوم بما يراه هو مناسبا لأنه هو الذي وكّله الدستور تشكيل الحكومة وأعطى رئيس الجمهورية حق الفيتو، من هنا تعاون عون والحريري لتدوير الزوايا وايجاد الحلول المناسبة".

وتطرق الحجار لملف عودة ​النازحين السوريين​، فأكد تمكسه بما صدر عن بيان ​المطارنة الموارنة​ الأخير في هذا المجال لجهة المطالبة بعمل ومبادرة وطنية، فتتجمع كل الطاقات باشراف ​الدولة اللبنانية​. واذ أكد تمسك تيار "المستقبل" بـ"العودة الطوعية"، شدد على وجوب الابتعاد قدر الامكان أثناء حل هذه الأزمة عن شد العصب العنصري والطائفي. وقال: "المشكلة الاساس تكمن ب​النظام السوري​ الذي خلق هذه الأزمة وتسبب بمقتل وتشريد ونزوح الملايين من المواطنين السوريين ولا يزال يقوم بذلك في جنوب ​سوريا​".

وأشار الحجار الى ان النظام السوري يبقى مصدر قلق في موضوع النازحين، باعتبار انه وفي اطار اصراره على "فلترة" أسماء الراغبين بالعودة، يوحي بأنه غير مرحب بعودة جميع أبناء سوريا، ما يستدعي تدخل المجتمع الدولي لممارسة الضغوط اللازمة لتتم العودة المنشودة وفقا لأبسط المعايير الانسانية".