اتهم عضو كتلة "الجمهورية القوية" النائب وهبي قاطيشا، رئيس التيّار الوطني الحرّ ​جبران باسيل​، بـ"الإمعان في توتير الأجواء مع القوات والحزب التقدمي الاشتراكي، عبر إصراره على محاولة تحجيمهما في الحكومة الجديدة". وعبّر عن أسفه لأن "يعيش لبنان عهد رئيس تخلّى عن صلاحياته لمصلحة شخص لا يعترف اللبنانيون بدوره". وحذّر من أن "تجيير مهمّة الرئيس لصهره، سيقود البلاد إلى أزمة سياسية كبرى"، منبها إلى أن "المُضي في عرقلة تشكيل الحكومة، سيؤدي إلى انهيار اقتصادي، لا يمكن تدارك نتائجه السلبية على لبنان".

وأعلن النائب قاطيشا في حديث لـ"الشرق الأوسط"، أن "اللقاء الذي جمع رئيس الجمهورية ​ميشال عون​ برئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، كان بطلب من الرئيس عون، بهدف تبريد الأجواء بين القوات والتيار الوطني الحرّ ولم يتناول ملف الحكومة، وهذا ما حصل أيضا خلال لقاء الرئيس بالنائب السابق وليد جنبلاط، لترطيب الأجواء مع الحزب التقدمي الاشتراكي"، معتبرا أن "المكونات السياسية والأحزاب ضاقت ذرعا بتصرفات جبران باسيل"، لافتا إلى أن "وزير الخارجية لا يزال مصرّا على توتير الأجواء مع القوات اللبنانية، نتيجة انزعاجه من ارتفاع التأييد المسيحي لها، وزيادة عدد نوابها من 8 إلى 15 نائباً، ولم يكن يتوقع هذا التأييد الشعبي اللبناني والمسيحي".

وذَكَّر قاطيشا الوزير باسيل، بأن "مهمة تشكيل الحكومة منوطة بالرئيس المكلّف بالتفاهم مع رئيس الجمهورية، لكن الرئيس عون إذا أراد تجيير هذه المهمّة لصهره باسيل، فإن القوى السياسية لا توافقه الرأي، لأن ذلك سيقود البلاد إلى أزمة سياسية كبرى". وقال: "النواب الذين يمثلون القوى والأحزاب السياسية، انتخبوا عون رئيسا للبنان، لكنه لا يستطيع أن يوكل جبران باسيل أو أي أحد غيره بإدارة دفّة الحكم في البلاد، وليس من حقّه أن يجيّر هذه الوكالة لأي كان".

ورأى أن "هذه الممارسات لا تؤخّر ولادة الحكومة فحسب، بل تضع لبنان أمام مخاطر كبيرة جداً»، منتقدا بشدّة تهاون عون حيال تصرفات صهره، وأضاف: «للأسف نحن نعيش في ظلّ عهد رئيس تخلّى عن صلاحياته لصالح شخص لا يعترف اللبنانيون بدوره، ولا يسمحون له بممارسة مسؤوليات الحكم".