لفت ​البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي​، خلال ترؤسه القداس الالهي في ​عيد القديس شربل​ في ​دير مار مارون عنايا​، الى ان الخارج والداخل ينتظران تأليف ​الحكومة​ لأن في كل يوم تأخير تترتّب خسائر جسيمة في كل القطاعات وفي ​الاقتصاد​ وفي ثقة اللبنانيين بدولتهم، مشددا على ان حصر التمثيل بالكتل مع إقصاء أفرقاء آخرين وأشخاص ذوي كفاءة من ​المجتمع المدني​ غير الحزبي لا يبرران التأخير في الحكومة على حساب الخير العام، بل يتعارض مع روحية الدستور ونصه، ولفت الى ان هذا التأخير يؤثر على المساعدات الدولية المقررة في سيدر من اجل الانماء الاقتصادي واصلاح البنى التحتية لا سيما في الماء والكهرباء.

واشار الراعي الى ان القديس شربل يعلّمنا التعالي عن الملذات المادية والرغبات النفسية والجسدية من غنى، والادهى ان يكون هذا الاغتناء الحاصل لدينا في لبنان من خزينة الدولة، معتبرا ان فضيلة التجرد التي نتعلمها من القديس شربل هي ضمانة الحرية الداخلية ومصدرها وهي كبرى عطايا الله للإنسان، هذا التجرد كوّن شخصية القديس وجعله اغنى الناس بالله، ويدخل اصلاح كل مؤسسة كالعائلة والكنيسة او المجتمع والدولة، من باب التجرد، كما يدخل من هذا الباب القضاء على الفساد المعشعش في الانسان، وشدّد على ان محاربة الفساد مهمة عسيرة لأنها لا تنحصر فقط بمراقبة الافعال وضبطها بل تتعداها الى التربية على كبر النفس وفضيلة التجرد التي تغني القلوب والنفوس ما يقتضي ان ينوجد اشخاص في الوزارات متحلين بفضيلة التجرد، وذكر ان القديس شربل لم يمتلك شيئا من حطام الدنيا وهو تخلى عن الدنيا بعدما امضى 16عاما في الدير، و 23 عاما في محبسة بطرس وبولس، ليتوفى بعدها وكان موته ميلاده في السماء، وقد أشعَّ من قبره على مدى اسبوع نور كرسالة الهية ان شربل يتلألأ مع الابرار والقديسين في ملكوت السماء، وهو الذي عاش منقطعا كليا عن العالم ومنها امه التي اعطاها موعدا في السماء فجعله الله قديسا عالميا يخاطب جميع الناس والشعوب من مختلف الجنسيات والديانات والثقافات ويحمل اليه وجه لبنان ورهبانيته وكنيسته فهو سفير لبنان لكنيستنا المارونية وسائر كنائسنا المشرقية، وهو حامل لواء لبنان الى العالم، وأشار الراعي الى ان رئيس الجمهورية ميشال عون يشاركنا بارسال الوزير سيزار ابي خليل ممثلا عنه، وفاء لهذا القديس العظيم، كما كل الحاضرين معنا اليوم، و ونحن اتينا اليوم لنصلي من اجل لبنان دولة وشعبا ومؤسسات، واعتبر ان أسوا ما يكون لدى المسؤول عدم اتخاذ قرار او التردّد في اخذه او الرجوع عنه وهذا ينطبق ايضا في مختلف مجالاات الحياة الاجتماعية والعائلية كما الوطنية، ويؤثر القرار في حال اتخاذه او عدم اتخاذه، سلبا او ايجابا في حياة المواطنين، وختم الراعي أن نلتمس بشفاعة القديس شربل شجاعة القرار وبطولة الالتزام به فنرفع معه ومع الابرار المتلألئين في ملكوت الله صلاتنا من أجل لبنان دولة وشعباً ومؤسسات كي ينعم بالإستقرار السياسي والأمني والإقتصادي.