احتفلت بلدة سمارجبيل في ​قضاء البترون​ بعيد شفيعها القديس نوهرا حيث أقيمت سلسلة احتفالات استهلت بتكريس المزار الجديد للقديس نهرا وتبريك ​المياه​ عند البئر قرب قلعة سمارجبيل التاريخية. كما أقيم معرض للصور القديمة للمصور الفوتوغرافي ألفرد موسى بالتعاون مع مركز فينيكس للدراسات اللبنانية في ​جامعة الروح القدس​ ـ ​الكسليك​.

واحتفل خادم الرعية الخوري ايلي سعاده بقداديس العيد في حضور حشد من الأهالي والزوار بالاضافة الى وفد من دولة ​هنغاريا​ التي تبرعت بمبلغ لترميم ​كنيسة السيدة​ وجزء من كنيسة مار نوهرا.

وألقى الخوري سعاده عظة توقف فيها عن ثلاث نقاط من حياة القديس نوهرا: "ايمانه بيسوع انطلاقا من اسئلته متناولا موضوع الشك الذي يقود الى الايمان حيث ان القديس نوهرا لم يكتف بطرح الاسئلة بل راح يبحث عن الاجابات الصحيحة الذي حصل عليه بنتيجة تعلمه" داعيا من خلاله "المؤمنين الى قراءة ​الانجيل المقدس​ يومياً، ففيه أجوبة عن كل تساؤلاتنا. بالاضافة الى كتاب " ​التعليم المسيحي​ للكنيسة الكاثوليكيّة"، الذي يساعد المؤمن على ايجاد الاجوبة الواضحة حول العقائد اليمانية".

وأشار سعاده الى أنه "لم يكتف القديس نوهرا بالتفتيش عن الحقيقة بالمعرفة، بل لمس عمق مفهوم الصليب، في حياته، من خلال الاضطهادات التي واجهها . وبصورة أخرى، تجلت قوة الصليب، قاهر الاعداء، في حياة نوهرا، عندما وصل الى ​قلعة سمار جبيل​ ورسم اشارة الصليب فانهارت التماثيل وتحطمت الاصنام الى جانب تحمله الالم بصمت كما علمه يسوع." ولفت الى تعلق القديس نوهرا بمريم العذراء، وقد بدا واضحا ذلك مثلا، حين وصل الى مدينة صور وعمد 8000 شخص، بنى لهم كنيسة على اسم السيدة العذراء. وقد رأى فيها نوهرا، الانجيل المقدس المعاش، وفهم ان المسيحي يجب ان يكون مثل مريم يتأمل بكلمة الله ويحمل الصليب بصمت."

وكشف سعاده في عظته عن ان "اعمال التنقيب الاخيرة، حول كنيسة مار نوهرا، والتي موّلتها العيّة، بيّنت آثار كنيسة تعود الى القرن السابع، مما يؤكد نظريّة أن كنيسة مار نوهرا، كانت من أوائل أمكنة الحجّ لدى المؤمنين المسيحيين". وشكر للوفد الهنغاري ودولة هنغاريا "دعمها لتنفيذ اعمال ترميم كنيسة السيدة وجزء من كنيسة مار نوهرا والجدران الخارجية منها".

وبعد القداس اقيم ريسيتال ديني وتراثي في باحة الكنيسة احيته المرنمة نبيهة يزبك وجوقة مار الياس المخلصية ـ زحله.

وتخلل احتفالات العيد ألعاب كرمس نظمها فرسان العذراء وشبيبة الرعية واستمرت على مدى ثلاثة ايام.