اشارت مصادر مُقرّبة من رئيس الحكومة الاسبق ​نجيب ميقاتي​ إنّه "لم يكن هناك اتفاق واضح قبل الانتخابات على تشكيل تكتل مع النائب ​فيصل كرامي​، لاعتبار ميقاتي وكرامي أنّ حصول ذلك من البديهيات". ولكن ما طرأ، أنّ حسابات رئاسة الحكومة والحصة الوزارية التي سينالها كلّ فريق، "دفعت بميقاتي إلى الطلب من ​طوني فرنجية​ وكرامي العمل على التكتل ببطء وتأن، ولكنّهما فضّلا الإسراع في الإعلان عن التكتل".

على الرغم من ذلك، لا تستبعد مصادر ​تيار العزم​ أن يعود ميقاتي، الحريص على تظهير تمايزه عن 8 آذار وخصوصيته، "إلى الالتحام مع التكتل الوطني، في تكتل واحد، ولكن بعد انقشاع مشهد الحكومة الجديدة".

النقطة الثانية التي "خربطت" العلاقة بين ميقاتي وكرامي، تتعلق بالحكومة الجديدة، وبانقسام النواب السنّة المُعارضين ل​تيار المستقبل​ إلى معسكرين: واحد يضم ميقاتي، والثاني يضم النواب المُقرّبين سياسياً من فريق 8 آذار، وكلّ معسكر منهما يُطالب بحقيبة وزارية انطلاقاً مما أفرزته الانتخابات من وقائع.

استغّل البعض تشكيل الحكومة من أجل زرع الفتنة بين ميقاتي وكرامي. فوصلت إلى مسامع الأخير "خبرية" أنّ ميقاتي يُعارض توزير كرامي، فما كان منهما إلا أنّ تواصلا هاتفياً. رئيس الحكومة السابق نفى أي كلام من هذا النوع، فيما أكد كرامي أنّه أصلاً لم يُصدّق "الإشاعة". قبل حوالى أسبوعين، سجّل تواصل جديد بين الرجلين، وكان كلام سياسي واضح على "تأكيد التواصل، وتنظيم أي اختلاف بينهما"، بحسب مصادر متابعة لهما. وتُضيف بأنه "دائماً كانت العلاقة بينهما على هذه الصورة. إن اتفقا يتفقان، وإن اختلفا يتفقان على تنظيم الاختلاف".