ينقل مصدر بارز في 8 آذار عن قيادات ايرانية وفي حزب الله ان الحديث عن انسحاب تدريجي او "إعادة تموضع" للخبراء الايرانيين ولقيادات وكوادر ميدانيين في المقاومة على الارض السورية، هو "هزيمة" لايران وحزب الله ومحور المقاومة فيه الكثير من السذاجة وعدم قراءة المتغيرات جيداً.

ويقول المصدر ان علة الوجود الايراني ومشاركة حزب الله في معارك الدفاع عن لبنان والمقدسات وعن استمرار الدولة السورية في مركز صلة الوصل بين طهران ودمشق وبيروت وكنقطة ارتكاز لمحور المقاومة قد تحققت اليوم مع الانتصار التدريجي للجيش السوري وإعادة بسط سلطة الشرعية السورية على ما يقارب 80 في المئة من تراب سوريا. فاليوم الامور قد عادت الى ما قبل العام 2011 وبقي الجيش السوري والمؤسسات والبنى الاساسية كالمطار والوزارات وكل المرافق والمرافىء الحيوي والمصرف المركزي وكل العاصمة بيد الدولة كما بقي النظام وعلى رأسه الرئيس المنتخب من الشعب بشار الاسد. ويسأل المصدر "الفريق المعادي" هل دخل حزب الله وايران سوريا لينتشرا على حدود الجولان؟ وهل كان التدخل ليكون لهم قواعد ومراكز ثابتة في سوريا ومدى الحياة؟

ويؤكد المصدر ان الانتصارات السورية تشير بوضوح الى ان الهدف الاساسي تحقق ومعه اهداف ثانوية وفي غاية الاهمية تحققت ايضاً. ويلفت المصدر ان امر وجود حزب الله وايران في سوريا شأن يبحثه الطرفان مع القيادة السورية وتوقيته مرتبطاً بهم حصراً.

ويشير المصدر الى انما يجري لبنانياً هو شعور المحور الثلاثي اي الرئيس المكلف سعد الحريري والنائب السابق وليد جنبلاط والدكتور سمير جعجع ان "الوهج السوري" عاد الى الواجهة فمعادلة العام 2005 الحكومية سقطت وتبدلت في العام 2018 ولم يعد هناك من "سطوة" وهيمنة لفريق 14 آذار على القرار السياسي الداخلي والحكومي. فانتصار سوريا عسكريا وميدانياً وشراكة حزب الله في الانتصار السوري قابله انتصار انتخابي وسياسي لحزب الله وشركائه في انتخابات العام 2018 ومن الطبيعي ان ينعكس هذا الانتصار وتوسع تمثيل حزب الله وامل وفريق 8 آذار والتيار الوطنى الحر في الحكومة. فإذا اخذ الحريري 6 مقاعد وجعجع 4 وجنبلاط 3 فسيكون التحالف الثلاثي معه 13 وزيراً من اصل 30 ومع عودة العلاقات الى مجاريها بين امل والتيار سيصبح لفريق 8 آذار اي تحالف بري والسيد حسن نصرالله والرئيس ميشال عون والوزير جبران باسيل 17 وزيراً وسيكون لهم كتلة ائتلافية نيابية من 80 نائباً.

ويشير المصدر الى ان الرئيس بري وبعد لقائه باسيل في عين التينة بات يتحدث ويفاوض الحريري والآخرين كزعيم لغالبية نيابية من منطلق المشاركة والتشارك وليس الاقصاء والتفرد.

ويؤكد المصدر ان كلام الرئيس عون في عيد الجيش عن منع التفرد ورفض الاستئثار والتفرد من فريق او طائفة اواحتكار تمثيل الطوائف يعني ان لا مجال لطغيان فريق على آخر او اختصار تمثيل السنة بالحريري او الدروز بجنبلاط، كما يؤكد ان عون ومعه بري ونصرالله لا يريدان ان يربطا لبنان وانتصاراتهما في السياسة والانتخابات وفي سوريا بملف تأليف الحكومة فعون يريد لعهده ان ينجح ولا يريد تكبيله بمعارضة من داخل الحكومة وقوامها المعادلة التالية : ح- ج-ج. الحريري وجعجع وجنبلاط.

ويتابع المصدر ان الثلاثي عون وبري ونصرالله يريدان للبلد ان تقلع وان تحل الازمات الاجتماعية والاقتصادية بحكومة وحدة وطنية يشارك فيها الجميع ولا يريدان ربط الانتصارات في سوريا واليمن بمصير لبنان الداخلي وبحكومته ولكن على قاعدة عدم معاداة سوريا او الاذعان للاملاءات الاميركية – السعودية فحتى الاميركيين سلموا بالانتصار السوري وسينسقون عاجلاً ام آجلاً مع نظام الاسد وفي لبنان ثمة من يكابر ويريد ان يستجيب للاملاءات الخارجية.

ويؤكد المصدر ان حراك بري لا بد ان يحقق نتيجة ايجابية حكومياً اللهم اذا استجاب الفريق الآخر للحلول العقلانية والوسطية التي ستطرح فصحيح ان فريقنا لا يريد الاستئثار او التفرد لكنه لا يقبل الابتزاز خصوصاً ان هناك رغبة سعودية بربط حكومة لبنان بمصير اليمن والتسوية فيه بعد حرب "صواريخ باب المندب" والا لا حكومة وسينتقل الحريري قريباً من بيت الوسط الى السراي ليصرف الاعمال حتى نهاية العام كما فعل سلفاه تمام سلام ونجيب ميقاتي.