أشار رئيس المكتب السياسي لـ"​حركة أمل​" ​جميل حايك​، إلى أنّ "هناك إعادة رسم لحدود المنطقة ليس فقط الجغرافية، بل أيضًا الديموغرافية والسياسية لبناء دويلات متسقة مع المخطّطات الأميركية الصهيونية وتحقّق مستلزمات "صفقة القرن"، منوّهًا إلى أنّ "للأسف، النظام العربي غائب عن ما يجري ويعيش في غفلة عمّا يحدث، والسبب أنّ بعض الأنظمة العربية لم تعد قادرة على الفعل والتأثير في ما يُخطّط لها، بل انّ بعض هذه الأنظمة ينصاع إلى أوامر التفتيت والتقسيم والفتن، ولم يعد هذا البعض قادرًا على إسقاط مفاعيل التآمر على المنطقة، وهي تتبدّى في خطة سياسية، وعسكرية إن لزم الامر، للإطباق على دول المنطقة برمّتها وعلى أدوار هذه الدول".

وأعرب عن استغرابه، خلال احتفال حاشد أقامه إقليم جبل عامل في "حركة أمل" و​بلدة بيت ليف​ لمناسبة ذكرى القائد موسى بداح (جهاد العاملي) وشهداء البلدة، لـ"غياب المؤسسات الدولية الّتي لا تنظر إلّا بالعين الأميركية فتغضّ الطرف عن ما يحدث من انتهاكات إنسانية واعتداءات في ​اليمن​ و​فلسطين​ ومختلف الدول، في ظلّ وجود رئيس قوة عظمى يوزّع القلق على مساحة العالم ويفرض شروطًا تتناسب مع فرعونيته".

وركّز حايك على أنّ "فشل النظام العربي أفسح في المجال أمام الإنقضاض على المنطقة، ولكن الإرادات القوية الواعية الّتي تعرف مصلحة أوطانها وقفت وصمدت، ف​سوريا​ استطاعت أن تنهض على الرغم من الجراح الّتي أصابتها جراء الإعتداء عليها وحقّقت الإنتصار، و​لبنان​ استطاع الصمود وحقّق النصر على عدوانية الكيان الإسرائيلي".

وشدّد على أنّ "المطلوب اليوم هو إيجاد خطة عربية وقومية مقابلة للخطط المرسومة بخيوط الفتن والتفتيت، لكي نستطيع دحرها ورد أصحابها"، مؤكّدًا أنّ "​المصالحة الفلسطينية​ - الفلسطينية الّتي رعتها "حركة أمل" بتوجيه من رئيس مجلس النواب ​نبيه بري​ تشكّل بداية ومنطلقًا لوحدة داخلية مطلوبة بين الفلسطينيين لمواجهة الإعتداءات الإسرائيلية وحفظ ​القضية الفلسطينية​".

وعن الوضع في لبنان، أوضح حايك أنّ "هناك غيابًا عن المسؤولية تجاه المجتمع وقضاياه، والخوف من أن يكون لبنان قد وقع في خطر المحظور من خلال ​سياسة​ التشكيك وفقدان الثقة بين الدولة والناس"، لافتًا إلى أنّ "أصعب ما يمكن أن تُصاب به الأوطان هو ​الفساد​ والانقسام فكيف إذا اجتمعا معًا؟ ومن أبشع أنواع الفساد، الفساد السياسي الّذي يؤدّي إلى مشاكل اجتماعية وسياسية ولا يترك اقتصادًا أو انماء أو دولة"، مركًزا على أنّه "يبدو ان بعض المسؤولين وإن في مواقع متقدّمة لا ينتبهون انّهم في مواقعهم يجب أن يكونوا لكلّ اللبنانيين ولكلّ المناطق، بل يتصرّفون على أساس جهوي وفئوي أثبتت الأيام انّه لا يجدي نفعًا في قيامة الأوطان".

وتساءل "ما بالهم عندما يتّفقون يكون اتفاقهم على حساب الناس، وعندما يختلفون يدفع المواطنون ثمن اختلافهم؟ يتمترسون خلف مواقفهم ولا يتحدّثون مع بعضهم البعض، وكلّ متشبّث برأيه وينسون أنّ الوطن والمنطقة تنذر بمحطات تحتاج إلى توافق وتعاضد وتكاتف وتكافل، وإلّا فما سبب التأخير والمماطلة في ​تشكيل الحكومة​ الّتي ما تزال تراوح مكانها في المربع الأول منذ اشهر؟ فلينتبه هذا البعض إنّ غياب لبنان عن هذه المحطات سيتركه على رصيف التسويات"، معربًا عن أسفه أنّ "البعض يتفنّن في إضاعة الفرص التاريخية في لبنان تاركًا الحسرة على الوقت المهدور الّذي كان يمكن الإستثمار عليه للخروج من الأزمات".