اكدت مصادر فلسطينية لـ"النشرة"، ان ​القوى الفلسطينية​ في لبنان دخلت على خط أزمة النازحين من ​سوريا​، لتلاقي المساعي اللبنانية الرسمية لتشجيع العودة اليها، وتتولى الشق الفلسطيني من الأزمة بعدما وفدوا الى مخيمات لبنان منذ بدء الاحداث الامنيّة التي اندلعت منذ العام 2011، وذلك على خلفية القناعة باستقرار الأوضاع في الكثير من المناطق فيها، وبالتالي فان العودة تعتبر آمنة.

وقد ترجمت المساعي الفلسطينية في تنسيق الموقف بين ​السفارة الفلسطينية​ في لبنان بمتابعة مباشرة من السفير ​اشرف دبور​ و"​اللجان الشعبية الفلسطينية​"، حيث جرى وضع آلية لتشجيع ​النازحين الفلسطينيين​ في لبنان، في ثلاثة اتجاهات، اولا اجراء احصاء دقيق لاعدادهم، ثانيا المساعدة في تسوية ملفاتهم لمن يرغب بالعودة جديا، ثالثا دفع مساعدات ماليّة عاجلة عبارة عن مكرمة يقدمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مقدارها ألف دولار اميركي.

وأبلغت مصادر فلسطينية "النشرة"، ان أمين سر "اللجان الشعبية الفلسطينية" في لبنان أبو إياد الشعلان طلب من أمناء سر المناطق في اللجان إعداد قوائم بأسماء العائلات الفلسطينية النازحة من سوريا والتي ترغب بالعودة لتسوية أوضاعها لدى السلطات اللبنانية وذلك بناء على طلب من السفير دبور.

واوضح شعلان، ان ليس هناك أي توجه لإعادة النازحين الفلسطينيين في لبنان إلزاميًّا إلى مخيماتهم المنكوبة في سوريا، مشيرا إلى أن الجهود تتركز في الوقت الراهن على إيجاد تسويات لملفاتهم مع السلطات اللبنانية، مؤكدا أن عدد النازحين الفلسطينيين من سوريا الى لبنان بلغ 26000، وهذا العدد ليس نهائيا لأن بعض العائلات لم تستكمل عملية الإحصاء بعد، مشيرا الى عدد النازحين تراجع قياساً مع الإحصاء السابق والذي بلغ 32000 حيث غادرت الكثير من العائلات إلى المناطق الآمنة في سوريا.

غير ان القيادي الفلسطيني في "القيادة العامة" ​مصطفى رامز​ اعتبر ان الدعوة تثير الكثير من التساؤلات والقلق والإرباك، "رغم ان هذه الخطوة وإن كانت مقدّرة وتأتي في السياق الطبيعي الذي تعمل عليه الفصائل من أجل عودة أهلنا إلى مخيماتهم وأماكن تواجدهم في سوري" ولكنها في الوقت ذاته تفتقر إلى التعاون والتكامل بين الكل الفلسطيني، بمعنى خطوة كهذه يجب أن تكون بالاتفاق والتعاون بين جميع ​الفصائل الفلسطينية​ في لبنان، وبالتالي التنسيق والتفاهم والتعاون مع الجهات والمرجعيات اللبنانية المولجة بهذا الملف، والتي بدورها لابد من التنسيق مع الجانب الرسمي السوري، من أجل تسهيل ونجاح الخطوة".

ورسم رامز خارطة طريق لنجاح الخطوة بالعودة إلى مخيماتهم ومنازلهم في سوريا، ومنها: أن تكون طلائع العائدين، أولاً من العائلات الملتزمة أو المنضوية في صفوف فصائل منظمة التحرير على اعتبار أنهم أصحاب تلك الدعوة، الأمر الذي من شأنه أن يعطي الصدقية والجدية لهذه الخطوة، وبالتالي إقناع المترددين أو المتوجسين من تلك الخطوة، تأمين مراكز إيواء للعائدين، أو تأمين بدلات إيجار شهريّة لهم من قبل منظمة التحرير، إلى حين إعادة الاعمار في سوريا، التنسيق مع الحكومة السوريّة، عبر السلطات اللبنانيّة لتسهيل تسوية أوضاع ممن يحتاجون لتلك التسوية من العائدين، إسوة بالسوريين.