رغم التفاؤل الذي ساد بعد لقاء بيت الوسط، بين رئيس الحكومة المكلف ​سعد الحريري​ ورئيس "​التيار الوطني الحر​" وزير الخارجية والمغتربين ​جبران باسيل​، فإن المصادر المواكبة أبلغت "النشرة" أن الايجابية الوحيدة التي حصلت هي إعادة اللقاءات بين الرجلين بعد توقفها لفترة طويلة، وهذا من شأنه تقريب المسافات بشأن السعي لتأليف الحكومة، لكن المصادر جزمت أن التباينات لا تزال على حالها بشأن أحجام الكتل، رغم تقديم الحريري سيناريوهات عدة لم تحل المشكلة لكنها فتحت كوة في الجدار القائم. وذكرت المصادر أن الإيجابيات لا يمكن أن تنبع إلا من خلال تنازل جماعي متبادل، وهو لا يبدو متوافراً حتى الساعة.

وعلى الرغم مما يقال، فإن الحريري، المستعجل على ولادة الحكومة، دفع من خلال حراكه المتجدد صفة التعطيل عن العامل الخارجي، أي ​السعودية​، حسب مصادر كتلة "المستقبل" النيابية.

وأشارت المصادر المواكبة لعملية التأليف، إلى أن المشاورات بين رئيس المجلس النيابي ​نبيه بري​ والحريري وباسيل تعطي زخماً جدياً، كون بري أبدى الإستعداد للمؤازرة بعد أن كان يترقب عن بعد، وهو ما كانت قد تحدثت عنه "النشرة" خلال مقال نشر الاسبوع الماضي عن وجوب تدخل بري، لا سيما أنه يمون على رئيس "الحزب التقدمي الإشتراكي" النائب السابق ​وليد جنبلاط​، وهو أمر يساهم في تزليل أبرز العقد الحكومية، العقدة الدرزية.

ورأت المصادر نفسها أن التعاطي المرن من قبل باسيل، باتجاه ​عين التينة​ وبيت الوسط، وبالتالي تحرك الحريري المرتقب نحو قصر بعبدا، سيضع ​معراب​ و​المختارة​ في موقع حرج، ويفرض عليهما وجوب التنازل بعد المراوحة في الشروط والمطالب التي عرقلت مسار تأليف الحكومة.

ولفتت المصادر إلى بروز عقدة جديدة، قابلة للحل، تتعلق بتمثيل "​تيار المردة​" وحصته، مشيرة إلى أن مرونة جميع الأفرقاء تضع هذه العقدة في إطار البسيطة نسبياً القابلة للحل من خلال من إلتزامات سياسية إلا تكون مهام وزارة الأشغال خاضعة لمزاج أو خصومة يدفع ثمنها "التيار الوطني الحر" في الخدمات.

وعلى هذا الأساس، أوضحت المصادر أنه رغم عدم بروز الحلول لكن إعادة حراك عجلات التأليف يخفف التشنج لتسهيل مهمة رئيس الحكومة المكلف.