لفت بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك ​يوسف العبسي​، خلال حضوره العشاء الراعوي السنوي الّذي أحيته أبرشية ​الفرزل​ وزحلة و​البقاع​ للروم الملكيين الكاثوليك، لمناسبة عيد انتقال ​السيدة العذراء​، عيد الأبرشية، والذكرى السابعة لتولية المطران ​عصام يوحنا درويش​ راعيًا للأبرشية، إلى أنّ "فرحي كبير بأن أكون في ما بينكم إلى مائدة المحبة الّتي نجتمع اليها. ولقد كان فرحي كبيرًا وكبيرًا جدًّا ب​الصلاة​ مع أبناء هذه الأبرشية الغالية على قلبي وعلى قلب كل ملكيّ، في رتبة الباركليسي الّتي احتفلنا بها في دار المطرانية في زحلة، لأنّ الصلاة معًا حول يسوع وأمه السيدة العذراء بقلب واحد وصوت واحد، هي أجمل ما يجمع أبناء الرعية وأقوى ما يمتّن العلاقة في ما بينهم".

وأشار إلى "أنّنا رفعنا الصلاة معًا من أجل رعايانا وأبرشيتنا وكنيستنا وبلدنا، رفعنا ابتهالاتنا وتوسّلاتنا إلى أمّنا ​سيدة زحلة والبقاع​ الّتي تحرسنا وتسهر علينا، وطلبنا إليها أن تتشفّع لدى ابنها الّذي تحمله بين ذراعيها وتدلّنا عليه وتقدّمه لنا لكي يمسح عن كلّ وجه كل دمعة، ولكي يفرّج عن كل ضيق"، منوّهًا إلى "أنّنا ناديناها بقلب حار "يا فرح الذين في الضيق... خلّصي عبيدك من كلّ شدّة". أجل مريم هي فرحنا، والفرح الّذي استقيناه منها هو الّذي انقله إليكم الآن، لأنّي أريد أن أشارككم فيه لأنّ إيماننا إيمان فرح".

وركّز البطريرك العبسي، على أنّ "على مائدة الفرح تلتقي رعايانا ويجلس بعضها بإزاء بعض والى جانب بعض تجمعهم الألفة والمودّة، معبّرين عن انتمائنا الواحد إلى كنيستنا الواحدة من خلال أبرشيتنا الواحدة. هذا الإنتماء أساسي في حياة الكنيسة، إذ به يشعر كلّ واحد منّا أنّه ليس وحده بل له عائلة كبيرة جميلة فيها من كلّ الألوان، لأنّنا جميعًا لما لكلّ منّا من خصوصيات، نكوّن جسد يسوع الواحد الغني. هذا ما يجعلنا نعتقد أن إنتماءنا ليس سلبيًّا، إقصائيًّا، إنتقائيًّا وجامدًا بل إيجابي جامع حيّ فاعل".

وأوضح أنّ "الرعية واسعة، فيها لكلّ أبنائها مكان ولكلّ واحد منهم فيها دور. الرعية هي المكوّن الأساسي للحياة ​المسيحية​. لذلك ينبغي أن نعطيها كلّنا ما تستحقّ من أهمية واعتناء في حياتنا وأن ندعمها بكلّ قوانا وأن ننخرط في أعمالها ونشاطاتها ومشاريعها، ملتفّين حول الكاهن ومتعاونين معه. ومع انتمائنا والتزامنا برعيتنا، علينا أن نكون منفتحين على سائر الرعايا متعاونين معها، إذ انّ بعضنا يكمل بعضًا ولا تكون الأبرشية بخير إلّا إذا كانت كلّ رعاياها بخير".

وبيّن العبسي أنّ "هذا العشاء الأبرشي هو في إطار الإحتفال بعيد انتقال السيدة العذراء، عيد أبرشيتنا المحروسة من الله. انتقال العذراء دعوة لنا لنكون مثلها سامعين لكلام الله، حافظين له في قلوبنا، وعاملين به في حياتنا، فنصير قريبين من ​يسوع المسيح​، من أصدقائه ومن أهل البيت"، لافتًا إلى أنّ "الله يدعو كلّ مسيحي إلى أن يكون قريبًا إليه، إلى أن يكون أمّاً ليسوع المسيح، ومع الدعوة يعطينا النعمة لتحقيق ذلك".

وشدّد على أنّ "المطلوب أن يتحمّل المسيحي مسؤوليّته كالعذراء، أن يعمل بمقتضى مسيحيته، بمقتضى التزامه المسيحي، عندئذ يسعنا أن نعيّد هذا العيد وأن نبراك ونهنئ العذراء بعيدها. عندئذ يعطى لنا ان نرتقي مثل العذراء إلى السماء وأن ندخل الأخدار السماوية، وان ننتقل نظيرها من الحياة إلى الحياة، ويوم نموت أن نكون فقط قد رقدنا، قد انتقلنا".

بدوره، أشار المطران درويش إلى "أنّني أعايدكم بعيد انتقال السيدة العذراء، أعايد كلّ واحد منكم لأنّ عيد الأبرشية هو عيد كلّ بيت فيها"، مبيّنًا أنّ "حتّى اليوم أمضيت سبع سنوات معكم كمطران، حاولت خلال هذه السنوات أن أبني جسور محبة مع الجميع، وكان هدفي بناء المحبة مع الجميع، لأنّ المحبة وحدها تعطي للإنسان كِبراً. حاولت ان أكون قريبًا من الصغير والكبير، وأن أكون أبًا روحيًّا لكلّ واحد منكم. كما أنّي حاولت أن أكون مع الكهنة خدّامًا لكم وللفقير والمحتاج، حاولت تجديد رؤيتكم للكنيسة ولرجل الدين".