لفت "​تيار الكرامة​" الوزير والنائب ​فيصل كرامي​ خلال افتتاحه مستوصف "الكرامة" في ​الميناء​ الى اننا "نلتقي اليوم لنحتفل بالانطلاقة الجديدة لمستوصف الميناء بعد تحديثه وتوسيع تقديماته الطبية وهو مستوصف معروف منذ سنوات لأهالي الميناء، ومثله مثل مستوصفات الكرامة يفتح ابوابه لكل الناس دون تمييز طائفي او سياسي او مناطقي"، مضيفا: "لا يُخفى على احد ان هذه المستوصفات بنيت بناءً لرؤية رئيس الحكومة الراحل عمر كرامي الذي شعر بأن البلد كانت متجهة نحو الانماء غير المتوازن خصوصاً على الصعيد الصحي والاستشفائي، لذلك كان انشاء هذه المستوصفات لتشكّل بديلاً للخدمة الصحية التي يتوجب على الدولة القيام بها تجاه المواطنين، ولكن البدائل الجزئية لا تحلّ المشكلة المستعصية على المستوى الصحي في ​لبنان​، خصوصاً حين نعلم ان اكثر من نصف الشعب اللبناني لا يستفيدون من المؤسسات الضامنة او من شركات التأمين، وفي طرابلس على وجه الخصوص اكثر من 73% من المواطنين لا يستفيدون من تقديمات المؤسسات الضامنة وشركات التأمين، بحيث بات المرض في لبنان اشبه بكارثة تحلّ على العائلة المصابة التي لا حول لها ولا قوة ولا قدرة على الاستشفاء في ظل الكلفة الباهظة للطبابة في ​المستشفيات الخاصة​ وفي قصور المستشفيات الحكومية التي تكاد تكون شبه معطّلة".

وأضاف: "ومنذ البدء، كان مشروع انشاء مستوصفات الكرامة في سياق العمل الخيري القائم على التكافل الاجتماعي، والمؤسسة الصحية الأم في هذا الاطار هو المستشفى الاسلامي الخيري الذي يتعرّض منذ فترة لضغوط مالية من قبل ​وزارة الصحة​ علما انه المستشفى الذي فتح ابوابه منذ اكثر من نصف قرن امام المرضى من الطرابلسيين وابناء الشمال وساهم ولا يزال يساهم في سدّ النقص الفادح في حجم مستوى الخدمة الطبية الحكومية"، معتبرا أنه "ببساطة مستشفى الفقراء، و المستشفى الذي لا يترك المرضى يموتون على الباب من اجل تسديد الفاتورة، وهو المستشفى الذي كان في جهوزية دائمة ملبّياً المواطنين في كل حالات الطوارئ والاحداث التي تعرضت لها المدينة أخرها تفجيري مسجدي التقوى والسلام، بحيث قام باسعاف الجرحى والمصابين على الارصفة دون منّة ودون مقابل حتى اليوم"، مؤكدا اننا "كنا نتوقع ان يحظى هذا المستشفى بدعم ومؤازرة الدولة، ووزارة الصحة على وجه الخصوص، ولكن العكس هو الذي حصل، بحيث تم تخفيض السقف المالي للمستشفى مما يؤثر على حجم تقديماته، ونحن نتساءل بمنتهى الصراحة، هل يتعرض المستشفى الاسلامي الخيري في طرابلس لكيدية سياسية لأنه خيريّ؟ او لأنه اسلاميّ؟ او ربما لأنه يقع في طرابلس"؟".

وأسف كرامي الى انهم "حولوا الاشهر التي تلت ​الانتخابات النيابية​ الى وقت ضائع في صراعات على السلطة وعلى النفوذ وعلى الغنائم تاركين البلد بدون حكومة وطبعا بدون برلمان وبلا حياة سياسية، وكل ذلك يترافق مع تصاعد وتفاقم الازمات الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية ومع تهديدات مبطّنة يتم التداول بها على مستويات اقليمية ودولية بقرب انهيار الليرة اللبنانية كمقدمة لانهيار الدولة والمجتمع والكيان"، لافتا الى ان "مثل هذه الاخطار الوجودية التي يتعرض لها لبنان لم نشهدها حتى خلال الحرب الاهلية القذرة، والمرعب ان القابضين على السلطة مستمرون في لعبة حافة الهاوية دون ان يرفّ لهم جفن، وهو ما يتعارض مع ابسط موجبات المسؤولية الوطنية"، مضيفا: "بناء على كل ذلك، صارحت الناس قبل ايام بأن المدينة موشكة على تحركات شعبية كنوع من الضغط على هؤلاء المسؤولين وقلت ان تعطيل المؤسسات يعني فتح ابواب الشارع، وانا انذر مجدداً هذه الطبقة الحاكمة التي لا تحكم والمشغولة بصفقاتها ومحاصصاتها وسمسراتها، بان غضبة الشارع ستكون مدوّية لانها تمثّل دفاعاً عن الحياة وعن الوطن، وقد حددنا سقفاً زمنياً للتريّث حتى عيد الاضحى المبارك وعيد انتقال السيدة العذراء اعادهما الله على الجميع، بحيث سنبدأ بعد انقضاء العيدين بالتشاور مع كافة القوى الحية في المجتمع والاعداد لحراك شعبي واسع يبدأُ برفع الصوت وقد يصل الى العصيان المدني العام الشامل".

وتمنى كرامي "لمستوصف الكرامة في الميناء المزيد من التقدم والتطور في خدمة الاهالي وهو في ذلك يتمم مهمة ورسالة مستوصفات الكرامة في طرابلس وبقاعصفرين والتعاون القائم مع مستوصف كشافة الجراح الذي قمنا يتجهيزه، ونأمل من القييمين على شؤون البلاد والعباد ان يلهمهم الله الحكمة والبصيرة والحس بالمسؤولية قبل القارعة وما ادراكم ما القارعة".