أكد رئيس لجنة الاغتراب في المجلس المذهبي كميل سري الدين باسم الشيخ عقل ​​طائفة الموحدين الدروز​​ ​الشيخ نعيم حسن​، في كلمة له خلال العشاء الخيري السنوي الذي اقامته اللجنة الاجتماعية في المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز، أن "المجلسَ قد حقّقَ إنجازات ملحوظة على مدى سنواتِ تأسيسِه، ولعلَّ أهمَّها تنظيمُ الأوقاف وزيادةُ مداخيلِها، وترميمُ دارِ الطائفة في ​بيروت​، وافتتاحُ المعهدِ التوحيدي في عبيه، ومشروع سكني في ​الشويفات​"، لافتاً الى ان "آخرُ الإنجازات كان افتتاحَ المستوصف الخيري في ​عاليه​ منذ شهرين، بهمّة اللجنة الاجتماعية، وبالرغم من هذه الإنجازات إلَّا أننا نشعرُ بأنّ ما تحقّقَ يظلُّ أقلَّ بكثير من تطلعاتِنا وأحلامِ مجتمعِنا، ومن حاجةِ أهلِنا للمساعدة في ظلِّ هذه الأيامِ الصعبة التي تَمرُّ بها البلاد".

وتابع سري الدين بالقول "لقد تحمّلت اللجنةُ الاجتماعية المسؤوليةَ العبءَ الأكبر والأثقل من خلال الوقوف إلى جانب الناس لأنها على تماسٍ دائم معَ همومهم، ولكنها واجهتْ حاجات إنسانية تفوق إمكانياتِ المجلس، وتمكنت من إثبات أهليتِها وحضورها إلى جانب أهلِنا وتخفيف معاناتِهم"، ذاكراً أنه "لا يسعني في هذا المجال إلا أن أُثمّن الدور الإيجابيَ البنّاء الذي لعبته اللجنةُ ممثّلةً برئيستها النشيطة وصاحبةِ الحسّ الإنسانيِّ المرهَف الأُستاذة غادة جنبلاط، وبمقرّر اللجنة الأخ الأستاذ أكرم عربي وجميع أعضائها المندفعين، لِما يبذلونه من جهدٍ وتضحية لتأمين حاجة الناس الصحيةِ والتعليميةِ قدرَ المُستطاع".

كما لفت الى "أننا نتطلعُ دائماً إلى دور فاعل للمجتمع الأهلي الذي يجب أن يتضاعف يوماً بعد يوم، في ظلِ انخفاض تقديمات الدولة، والحاجة إلى تأمين ​الحياة​ اللائقة للفقراء والمحتاجين، وهم فئةٌ كبيرة من اللبنانيين، وهذا ما تفرضه علينا وصية التوحي بأن نتكاتفَ ونعملَ ما بوسعِنا لحفظ الإخوان ورعايتِهم، والوقوف إلى جانب الضعفاءِ من أهلِنا وإخوانِنا"، موضحاً أن "من أحدٍ إلَّ ويُدرك مدى صعوبة الأوضاع التي نعيشها، وقد انتظرنا الانتخاباتِ النيابية، وما زِلنا ننتظر تأليفَ الحكومةِ العتيدة، لكي تدورَ عجَلة الدولة من جديد، ولكن حتى الآن، ​القطار​ متوقِّف، والأمورُ ما زالت تدور في حلَقة مُفرَغة، دون الشعورِ بأوجاعِ الناس ومطالبِهم الإنسانيةِ والاجتماعية، ومن هذا الموقعِ والواقعِ المرير، فإننا نناشدُ أهلَ السلطةِ والقرار، الاعتصامَ بحبلِ الله، والابتعادَ عن النكايات والعنجهياتِ والمصالحِ الشخصية، للخروجِ من هذا النفقِ المظلمِ الطويل، علَّ الشعبَ يتنفَّسُ الصُعَداءَ من جديد".

وشدد على أنه "نفذَ صبرُ الناسِ، وازدادتِ الأوضاعُ سوءاً، فإلى متى المماطلة أيُّها السادة؟ كفانا تباطؤاً وإهمالاً وفساداً حرماناً، كفانا تلهّياً بالبحث عن جنسِ الملائكة وتقاسُمِ الحصص، نريدُ الانتقالَ من دولةِ المزرعة إلى دولة الإنسان، نريدُ وطناً يحترمُ المواطنَ ويساوي بين أطيافِه، وطناً لا فضلَ فيه للبنانيٍّ على الآخرَ إلَّا بعطائه وتضحياتِه ومدى احترامِه لأرضِه ومجتمعِه".

وختم سري الدين بالقول "نرجو للمجلس المذهبي القادمِ أن يكونَ على مستوى الآمالِ والتمنيات، وأن يَتمَّ انتخاب أعضائِه بهدوء وانتظام، لتكوين مجلسٍ متجانس ومنتجٍ، مجلسٍ يعمل لمصلحة الطائفة والوطن، آملينَ ممّن يريدُ الترشُّحَ والمشاركة أن يكونَ على كاملِ الاستعدادِ للعمل، وأن يكونَ لديه الوقتُ الكافي والإمكانياتُ العمليةُ للتفاعلِ والتضحية، فالغايةُ هي خدمة الناس والطائفة، والعُضويَّةُ هي تكليفٌ لا تشريف".