نظمت السفارة الأسترالية في ​بيروت​، وبالتعاون مع بلدية بشري، معرضا لصور كتاب يؤرخ لوجود الجنود الأستراليين في ​لبنان​ في العامين 1941 و1942، في حضور السفير الأسترالي ​غلين مايلز​.

وتضمن المعرض مجموعة من الصور التاريخية التي تجسد لبنان في أربعينيات القرن الماضي. وتروي الصور قصة العمليات العسكرية الأسترالية في محيط ​الدامور​ وجزين وصيدا، وتضيء على التدريبات التي كانت تتم في أحضان الجبال، وسط أشجار ​الأرز​ المكللة ب​الثلوج​ في بشري. كما وتؤرخ لبناء سكة الحديد بين بيروت و​طرابلس​ والذي ما زالت آثاره في جزء كبير منها عاصية على الزمن حتى يومنا هذا.

وفي المناسبة أقيم إحتفال في قاعة المجلس البلدي حضره الى رئيس المجلس البلدي في بشري وأعضاء البلدية، رئيس "لجنة أصدقاء غابة الأرز"، وكهنة رعية بشري، عدد من ​المخاتير​، إضافة الى عدد من المغتربين الأستراليين المتحدرين من أصل لبناني، والذين يزورون البلدة خلال فصل الصيف.

وأكد مايلز أنه "من الرائع أن أتواجد هنا في بشري، لقد زرت بشري مرات كثيرة، وفي معظم الأحيان لأسباب ترفيهية، وللمشي في ربوعها الجميلة، وكما قال رئيس البلدية، الملفت هو حجم العلاقات المتينة بين ​أستراليا​ وبشري. شكرا على مساهمتكم في إطلاق هذا الكتاب الذي يؤرخ لوجود الجنود الأستراليين في لبنان في العامين 1941 و1942".

ولفت الى أنه "في الواقع لبشري مكانة خاصة في قلوب الأستراليين، فكثر في أستراليا وفي لبنان لا يدركون أن قواتنا كانت هنا، وأن العلاقات التي تربطنا هي علاقات ضاربة في الجذور. وعندما تزورون مدافن الحرب في بيروت، وأنا أشجعكم جميعا على زيارتها، ستلاحظون أن ما يقارب 420 جندي أسترالي قد دفنوا هناك، وهم قد جاؤوا الى لبنان في الحرب العالمية الأولى، ولكنهم لم يمضوا إلا بضعة أشهر في لبنان. كذلك فقد قدمت مجموعة ثانية من الجنود الأستراليين الى لبنان في الحرب العالمية الثانية، في إطار قوات الحلفاء، وجاؤوا في قطار قوات فيجي الفرنسية. وكان ما يقارب عشرين ألف جندي أسترالي وصلوا الى لبنان في تلك الفترة، وقدموا على معبرين من الساحل عبر صور وصيدا والدامور في حين جاءت الدفعة الثانية عبر سهل ​البقاع​ و​مرجعيون​ وجزين. وقد شاركوا في الحملة التي إمتدت ستة أسابيع، وتمكنوا من قهر قوات فيجي الفرنسية في تموز 1941 وقد بقيت ​القوات​ الأسترالية هنا في لبنان".