لفتت السفارة الأوكرانية في ​لبنان​، إلى أنّ "​أوكرانيا​ تحتفل في 24 آب 2018 بالذكرى الـ27 للإستقلال. هذا العيد الوطني المهمّ للغاية بالنسبة إلى كلّ مواطن أوكراني، الّذي يفتخر بالماضي العظيم للشعب الأوكراني"، مشيرةً إلى أنّ "تاريخ الدولة الأوكرانية يمتدّ إلى آلاف السنين - روس الكييفية، إمارة غاليسيا-فولينيا، دوقية ​ليتوانيا​ العظمى، هتمانات القوزاق وجمهورية أوكرانيا الوطنية المستقلة في أوائل القرن العشرين. تحت تأثير العوامل الخارجية والداخلية أصبحت الأراضي الأوكرانية أكثر من مرّة تحت سلطة الدول الغازية، حيث تمّ تجريد الشعب وحرمانه وطنيته وثقافته":

ونوّهت في بيان، إلى أنّ "خلال التاريخ، كانت الرغبة في الحرية واحدة من القيم الأساسية للأوكرانيين. وهذا ما دفعهم للقتال من أجل الإستقلال. خلال الثورة الأوكرانية 1917-1921 تمكّن الأوكرانيون من إعادة بناء دولتهم المستقلة، وتمّ تحديد حدود الدولة واعتماد دستور، عملة وطنية، علم، نشيد، وجيش نظامي، فضلًا عن الإعتراف من المجتمع الدولي"، مبيّنًة أنّ "احتفالًا بالذكرى السنوية السابعة والعشرين لإعلان استقلال أوكرانيا، يجب أن نتحدّث في وقت واحد عن الذكرى المئوية لإحياء الدولة الأوكرانية. لكن العدوان الخارجي والخلافات الداخلية لم تسمح منذ مئة عام بالحفاظ على الاستقلال"، موضحةً أنّ "على أراضي الجمهورية الشعبية الأوكرانية، بسبب الغزو المسلح للبولشفيك، تمّ تأسيس نظام شيوعي (بولشفي) على اراضي أوكرانيا".

وركّزت السفارة على أنّ "نتيجة للغزو البولشفي بعد ثورة 1917-1921، كان ملايين الأوكران ضحية الأنظمة الاستبدادية الإجرامية- الشيوعية والنازية - من خلال الهولودومور، ​الإرهاب​ السياسي، الترحيل والحروب. ومع تعزيز النظام الديكتاتوري الشيوعي، زاد الإعتماد السياسي والاقتصادي لأوكرانيا، وقد تسبّب هذا بزيادة روح المقاومة، الّتي كانت نتيجتها إنشاء حركة تهدف إلى استعادة الإستقلال".

وفسّرت أنّ "في أواخر الثمانينيات، لعبت حركة التحرّر الأوكرانية، إلى جانب الثورات الديمقراطية الوطنية في ​أوروبا الشرقية​، دورًا مهمًّا في انهيار الأنظمة الشيوعية، وفي أوكرانيا أدّت إلى استعادة الاستقلال"، لافتةً إلى أنّ "في 16 تموز 1990، أقرّ ​البرلمان الأوكراني​ إعلان سيادة الدولة الأوكرانية، وفي 24 آب 1991 تمّ إقرار إعلان استقلال أوكرانيا. وآخر مرحلة لإنشاء أوكرانيا كدولة مستقلة كان في 1 كانون الأول 1991، عندما أيد أكثر من 90 في المئة من المواطنين هذا الخيار في استفتاء شعبي".

وأشارت السفارة إلى أنّ "في بداية القرن الحادي والعشرين، اتّخذت السلطات الروسية مسارًا لاستعادة نفوذها في جمهوريات الإتحاد السوفيتي السابق. في أوكرانيا، استخدمت ​روسيا​ بنشاط السياسيين المؤيدين لها، والضغوط الإقتصادية، والمنظمات المدنية ووسائل الإعلام التي تسيطر عليها للوصول لغاياتها"، منوّهةً إلى أنّ "في عام 2014، لجأت روسيا، منتهكة حدود الدولة الأوكرانية والقانون الدولي، إلى العدوان المسلح في شبه جزيرة ​القرم​ واقليم الدونباس. ومنذ ذلك الحين، وحتى يومنا هذا، حمل الأوكرانيون السلاح مرة أخرى للدفاع عن حريتهم وأراضيهم والحفاظ على استقلالهم".

وشدّدت على أنّ "دون أدنى شك، مستقبل واستقلال أوكرانيا في أيد أمينة، لأنّ الأوكرانيين الّذين يفتخرون بتراثهم الثقافي ويدافعون عن الذاكرة التاريخية، يشكّلون اليوم نواة لمجتمع أوروبي ديمقراطي".