ليست هي المرة الاولى التي يحذر فيها الامين العام ل​حزب الله​ ​السيد حسن نصرالله​ من خطورة اللعب ب​المحكمة الدولية​ ومحاولة استغلالها في المنظومة السياسية الداخلية في لبنان من الحكومة الى ​مجلس النواب​ الى نوعية الوزارات والعقوبات الاميركية التي طالت افراد وكيانات ومؤسسات وجمعيات تابعة لحزب الله وقريبة منه ومن بيئته الشعبية. ويترافق تحذير السيد نصرالله في إطلالته الاخيرة منذ ايام من "اللعب بالنار" مع معطيات بالغة الخطورة باتت في عهدة حزب الله وهي مرتبطة بالتطورات السورية وما يجري من سباق بين الحل العسكري والسياسي وخصوصاً في معركة ادلب. هذه المعطيات كشفها مسؤول في حزب الله خلال جلسة سياسية منذ ايام. ويقول المسؤول ان لدى حزب الله معلومات روسية المصدر تؤكد بتحضير ادارة الرئيس الاميركي ​دونالد ترامب​ لشن ضربة اميركية ثالثة على ​سوريا​ ويصفها الاميركيون بالضخمة وقد تشمل اهدافاً "حساسة" و"موجعة" ويهدد الاميركيون وفق الروس بأنها قد تشمل القصر الرئاسي و​مطار دمشق​ الدولي!

ويشير المسؤول الى ان الروس غير مطمئنين من تصرفات ترامب ولا يثقون بقراراته التي قد تأتي "متسرعة" وغير حكيمة" وتقوض الجهود الدبلوماسية وتلتف على المساعي الروسية لحل الازمة السورية سياسياً بالتزامن مع القضاء على ​الارهاب​ التكفيري، وخصوصاً ان هناك انقساماً في ادارة ترامب لكيفية ادارة الملف السوري وخصوصاً بعد الاتفاقات الثنائية في قمة ​هلسنكي​. ويؤكد المسؤول انه يبدو ان الامور بين الروس والاميركيين ليست مكتملة بعد ولم تنضج الحلول كلها في سوريا. ويلفت الى ان الروس يضغطون لدى الاميركيين لوقف الضربة من اي نوع كانت ولو كانت محدودة وحتى لو اخبر الاميركيون الروس مسبقاً بموعدها ومكانها كما يريد الروس ان تحل ازمة ادلب من دون معركة عسكرية.

ويقول المسؤول ان حزب الله يعتقد بأن معركة ادلب ستكون قاسية لناحية الجغرافيا والتضاريس وللحشد الكبير من المقاتلين التكفيريين المدربين والمجمعين في منطقة شاسعة جداً ويتراوح عددهم بين 45 و60 الفاً وبينهم هناك حزاماً بشرياً من المدنيين وسيحاولون استغلالهم لمنع تقدم ​الجيش السوري​ والحلفاء وقواتهم البرية كما سيحاولون تفادي الضربات الجوية بسبب كثافة السكان من المدنيين.

ويضيف ان مسألة الكيماوي واتهام النظام باستخدامه كما جرى في الغوطة ايضاَ ستحضر لتبرير الدخول الاميركي والفرنسي والبريطاني المباشر على خط معركة ادلب التي تعتبر اخر معاقل التكفيريين في سوريا ومحاولة تحصيل بعض المكاسب الاقتصادية والسياسية.

ويكشف المسؤول ان السوريين تلقوا طلبات من الاميركيين والاستراليين ومجموعة من اجهزة المخابرات الاوروبية تتضمن كشف اسماء واعداد وجنسيات التكفيريين وعناصر القاعدة في سوريا وخصوصاً ممن يحملون جنسيات غير عربية. ويوضح ان لقاءات عدة جرت في الاسابيع الماضية بين مسؤولين امنيين سوريين واميركيين وفرنسيين واستراليين وتركزت محادثات الاميركيين على مكاسب النفط وإعادة الاعمار وملف الارهاب لكن السوريين يؤكدون ان كل "شيء بثمنه" وان ما دُفع خلال الاعوام السبعة الماضية في محاربة القاعدة والتكفيريين كان كبيراً.

وفي ملف المحكمة يؤكد المسؤول ان تحذير السيد نصرالله يأتي في سياق قطع الطريق على اية محاولة للاستثمار السياسي الداخلي للمحكمة الدولية التي ادانت نفسها منذ اللحظة الاولى واعلنت انها اميركية وصهيونية وهدفها النيل من المقاومة ورموزها الشرفاء وشهداءها وقادتها العظام فلا نعتبرها فقط مشبوهة واي شيء يصدر عنها باطل بل نعتبر ان كل من يتعاون معها ضدنا وضد مصلحة لبنان ويريد ان يستثمر وضعها في مكاسب داخلية وخصماً وسنواجهه.

ويقول المسؤول ان كل ما يصدر عن المحكمة في التوقيت والمضمون يتم بإرادة سياسية اميركية واسرائيلية ويهدف الى التشويش على تشكيل الحكومة ومحاولة تكبيل تأليفها ووضع فيتوات وعقوبات وتهويل على الرئاسات والدولة في حال مشاركة حزب الله فيها.

ويؤكد ان هناك مروحة واسعة من الخيارات التي يمتلكها حزب الله وحلفاؤه في لبنان والمنطقة ومن شأنها تقويض الاستثمار الخبيث لملف المحكمة وهذه الخيارات سياسية ودستورية وليست بالضرورة امنية وعسكرية ونحن نعتبر ان الاولوية هي استقرار لبنان ووحدته ووحدة ابنائه فمن يريد غير ذلك لن نقف متفرجين امامه ولن ندعه يسرق بلادنا واستقرارنا.