أكدت ​السفيرة الأميركية​ ​إليزابيث ريتشارد​، في كلمة لها خلال مشاركتها في الاحتفال في متحف بيروت الوطني بإعادة فأس أثري إلى لبنان يعود إلى العصر البرونزي الأوسط، أنه "منذ سبعة أشهر فقط، إجتمعنا جميعاً هنا في هذا المتحف الوطني للاحتفال بعودة رأس الثور وقطع أثرية مرتبطة أخرى والتي قد مررتم بها عند دخولكم اليوم"، مشيرة الى انه "في ذلك الوقت، تعهدنا بمواصلة كفاحنا المشترك ضد الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية، وأنا فخورة جداً بأن أقول بأننا استطعنا مرة أخرى أن نحقق نجاحاً آخراً في استرجاع قطعة أثرية لبنانية جميلة".

ونوهت ريتشارد الى ان "هذا الفأس البرونزي، يعود تاريخه إلى حوالي 2000 قبل ​الميلاد​. تم استخراجه من جبيل في ثلاثينيات القرن العشرين ويعتقد أنه تعرض للسرقة وتم بيعه خلال الحرب الأهلية، وفي حين أنه قد يكون صغيراً، فإنه يمثل في الواقع شيئا أكبر من ذلك بكثير"، موضحةً أنه "يمثل الحفاظ على الماضي للأجيال الحالية والمستقبلية، بذات القدر من الأهمية، هو يمثل التزامنا بمكافحة الاتجار بالقطع الأثرية، فمن خلال القيام بذلك، نحن أيضاً نوجه ضربةً إلى الشبكات الإجرامية والإرهابية التي تتطلع إلى الاستفادة من البيع غير المشروع للتراث اللبناني".

وتابع بالقول "اننا جميعناً ندرك، وقد تحدثنا سابقاً عن الجهود المكثفة التي تبذلها الوزارة والمديرية العامة للآثار لمكافحة الاتجار بالقطع الأثرية عبر لبنان والتي تأتي من أماكن أخرى، بما في ذلك ​سوريا​ و​العراق​"، ذاكرةً أن "الخبرات التي تتمتع بها المديرية العامة للآثار والتعاون الوثيق مع أجهزة الأمن اللبنانية الداخلية كافحت وستستمر بمكافحة تهريب الآثار، إن الفريق الذي هو معنا اليوم من ​الولايات المتحدة​ هو جزء من جهودنا لدعم ما يتم القيام به هنا، أي عملنا المشترك في مكافحة الاتجار بالممتلكات الثقافية، وقد التقوا اليوم مع مسؤولين في إنفاذ القانون لبنانيين للتشارك في الدراسات و في أفضل الممارسات ولكن الأهم هو لتشكيل العلاقات الدولية التي هي حاسمة من اجل هزيمة التجارة العالمية في الآثار المسروقة. إن حكومة الولايات المتحدة ملتزمة جداً هذه المعركة المستمرة، هذا لا يعني فقط إعادة الممتلكات الثقافية اللبنانية إلى لبنان، ولكن أيضًا الحفاظ على المواقع التراثية الموجودة في جميع أنحاء لبنان وترميمها".

كما لفتت الى انه "قبل بضعة أسابيع، دشنت السفارة الأمريكية و​وزارة الثقافة​ مشروع صندوق السفراء للحفاظ على التراث الثقافي والذي تموله ​وزارة الخارجية​ الأمريكية السابع عشر. هذه المرة في ​معبد أشمون​"، لافتة الى انه "كما عملنا مع شركائنا اللبنانيين على ترميم والحفاظ على مواقع رومانية وعثمانية وفينيقية في جبل موسى، والآثار الرومانية والبيزنطية القديمة في فقرا، والحمامات العامة في سهل البقاع ، إلى جانب العديد من المواقع والمعالم التاريخية الأخرى".

وختمت ريتشارد بالقول "أنا فخورة جداً بعملنا للمساعدة في الحفاظ على التراث الثقافي الغني للبنان ولنا جميعاً. وأدعو كل مواطن لبناني إلى الانضمام إلينا بنشاط وليس فقط عبر التقدير، بل أيضاً عبر حماية الكنوز الفنية والبيئية لهذا البلد، لذا أشكركم جميعاً جداً لكونكم معنا اليوم في هذه المناسبة السعيدة جداً بعودة الفأس البرونزي".