أشار البطريرك الماروني الكاردينال ​مار بشارة بطرس الراعي​ إلى أنّ ""أحبوا أعداءكم وصلّوا من أجل مبغضيكم. هذه الشريعة شكّلت ثقافتنا المسيحية، وعاشها شهداؤنا الّذين سفكوا دماءهم فحيينا"، لافتًا إلى أنّ "السؤال الّذي يجب أن يطرحه كلّ إنسان كل يوم، ليعرف الطريق إلى خلاصه، هو "ما أعمل لأرث الحياة الأيدبة؟"، مبيّنًا أنّ "جواب ​يسوع المسيح​ كان: أحبب الرب إلهك من كلّ قلبك ومن كلّ نفسك".

وأوضح خلال ترؤسه قداسًا بعنوان "اضطهاد...أم جوع...أم سيف؟"، تقيمه رابطة سيدة إيليج، أنّ "محبة الله الموصوفة، تعني أنّ لا إله من صنع البشر يعلو على الله. لا أصنام بشرية أو مادية تتقدّم على الله. لا المال ولا السلاح ولا أي أيديولوية، في زمن عبادة المادة والسعي إلى السلطة وكسب المال بالطرق غير المشروعة"، مركّزًا على أنّ "حضارة ​المحبة​ والرحمة آخذة في التراجع، ولا سيما لدى بعض من الجماعة السياسية، كما هو ظاهر في الممارسة والتخاطب وقلة الثقة المتبادلة وتعظيم الأمور الضغيرة. وأوّل ما يحتاج إليه رجل السياسية هو المحبة والرحمة".

وشدّد الراعي على أنّ "النتيجة لكلّ هذا الواقع المؤلم، اعتداء على المواطن في عيشه وكرامته وحقوقه. نأمل ونصلّي كي يرسل الله لنا سامريين صالحين ينهضون بالبلد أوّلًا عن طريق تأليف الحكومة بسرعة"، متسائلًا "كيف يرى المسؤولون السياسيون ويعبُرون أمام دينٍ عام يناهز الـ90 مليار دولار؟ المطلوب خفض الإنفاق، ضبط الهدر، زيادة الواردات وإبعاد المصالح السياسية عن الإدارة".

وأوضح أنّ "51 بالمئة من اللبنانيين لم يشاركوا في ​الإنتخابات النيابية​ الأخيرة لفقدان الثقة، فتبيّن أن شكّهم كان في مكانه"، مركّزًا على أنّ "المسؤولون مأخوذون بمناقشة الأحجام وبتقاسم الحصص الوزارية وبأزمة صلاحيات من دون أساس، و​الدين العام​ بات يشلّ النمو الإقتصادي".