العلاقة بين السلطة في السعودية والسلطة في ​ايران​ ليست في احسن احوالها سياسياً وامنياً واعلامياً وفي ظل القطيعة الدبلوماسية من البلدين تتوفر دائماً "القناة الخلفية" او "الصديق المشترك" القادر على توصيل الرسائل والتحاور "تحت الطاولة" بين الطرفين كعادة الدول المتخاصمة او التي لا قنوات مباشرة بينها. ويؤكد نائب في محور ​المقاومة​ ان العلاقات بين الدول لا تنقطع وتحت "المدفع" يجب ان يكون هناك "فتحة" او كوة بين المتحاربين للتفاهم ووقف ​إطلاق النار​. ويؤكد النائب ان مهما بلغ اوج التصعيد بين ايران والسعودية سيكون هناك انفراج ولو عن طريق صديق مشترك كعُمان او الروس وسنشهد انفراجات على صعيد العلاقات المتأزمة لا في ال​سياسة​ لا حرب دائمة ولا سلام دائم هناك مصالح ومنافع مشتركة. وفي حين يعتقد النائب ان ​تشكيل الحكومة​ سيكون ثمنه تفاوض بين السعودية وايران اذ ثمة غطاء اقليمي لاي استحقاق ​لبنان​ي وهو امر واقع حاصل حتماً كما اثبتت التجربة في ​التسوية الرئاسية​ اللبنانية مهما "كابر" البعض.

ويرى النائب ان لا مشكلة بين شعب لبنان والسعودية ولا بين الدولة السعودية ودولة لبنان ولا يجوز ان يكون الخلاف بين السعودية و​حزب الله​ في السياسة، خلاف على المذهب والدين والعلاقة مع ايران وان يدفع ثمنه اللبنانيون ​الشيعة​ في المملكة. ويشير النائب الى متابعته في ​الجنوب​ لبعض الحالات المبعدة من السعودية بسبب انتمائها المذهبي ولتحدرها من الجنوب اللبناني فكون الشخص لبنانياً وشيعياً ومن الجنوب من السهل ان يركب له ملف امني وان يتهم انه من حزب الله او موال له او يتجسس على السعودية لمصلحته ويشكل خلايا ضدها!

في المقابل يؤكد "مبعد" جنوبي وهو كان يعمل في مؤسسة مالية لاكثر من 20 سنة انه غادر لبنان الى السعودية شاباً ولا يعرف اي انتماء سياسي او حزبي ولا يتعاطى "سياسة" ولا "دين" وكان يعيش ويعمل في السعودية الى حين تطور عمله ليصبح بمنصب عال في المؤسسة المالية وبات له السلطة بمنح ​القروض​ ومن بين من اعطى من قروض هم اشخاص لبنانيون ومن كل لبنان وليس من الجنوب او الشيعة فقط وممن يحوزون على الشروط المالية المطلوبة. فبدأت مسيرة "التقارير" الكاذبة ضده وبدأت "فبركة" ملف "تعامل وتجسس" مع حزب الله وتُهم بدأ يسوقها رفاق لبنانيون يعملون في المصرف وآخرين لبنانيين يؤكد المبعد انهم "يعملون كمخبرين" للمخابرات السعودية كما تستعين المخابرات السعودية بمخبرين من لبنان. ويقول المبعد انه اخبر النائب عن تأسيس السعودية لخلايا تجسسية في لبنان منذ العام 2000 ومهمتها جمع الادلة والوثائق والمعلومات عن عناصر وقيادات وبعض المتعاطفين من الشيعة مع حزب الله بالاضافة الى اسماء متمولين يساهمون في مؤسسات الحزب الخيرية والاجتماعية.

ويكشف المبعد ان كل وسائل اتصال اللبنانيين المقيمين في السعودية وخصوصاً الشيعة منهم تحت المراقبة اللصيقة من فايسبوك و​تويتر​ وواتس اب ويكفي ان تقوم بلايك لاي منشور يساند حزب الله او "لايك" لصورة ​السيد حسن نصرالله​ لتجد نفسك مع عائلتك خلال 24 ساعة في اول ​طائرة​ الى لبنان مبعداً من السعودية و"ايد من قدام وايد من ورا" مع ضياع كل الحقوق وجنى العمر.

ويشير المبعد الى وجود اكثر من موقوف لبناني ومن الجنوب في ​السجون السعودية​ لاسباب امنية والتهم لكونه منتسباً الى حزب الله او يتجسس لمصلحته. اما من يتعرض للابعاد فيكون ذلك بإيعاز من الداخلية السعودية الى الشركة التي يعمل بها لانهاء خدماته وعقده خلال 24 ساعة والاستغناء عنه وسحب الكفالة وتنفيذ اجراءات الترحيل وتتم هذه الاجراءات على دفعات وبشكل سري وهادىء وبتطعيم مثلاً المبعدين الشيعة من الجنوب بسنة من ​طرابلس​ او مسيحيين من ​كسروان​ للتمويه ومن شركات عدة كشركات بن لادن وسعودي اوجيه وغيرها.

ويقول المبعد ان لا احصاءات دقيقة لعدد من ابعدوا في السنوات الثلاثة الاخيرة لكن الاعداد في ازدياد منذ عامين تقريباً وخصوصاً بعد الحرب على ​اليمن​ ووقوف حزب الله الى جانب الشعب و​الحوثيين​. ويؤكد المبعد ان من يرحل وتبقى عائلته يخاف عليها والبعض لديه اقارب واصدقاء ويخشى من الافصاح عما يجري مخافة ان تتم اذية الباقين.

ويحمل المبعد السلطات اللبنانية وخصوصاً الخارجية والسفارات في ​الخليج​ مسؤولية كبرى وضرورة التعامل بحزم مع هذا الابعاد الكيدي وخصوصاً منح الوقت الكافي لتصفية ممتلكاتهم وتحصيل حقوقهم المادية كما يتمنى وحفاظاً على الكرامة الانسانية والقوانين المدنية ان لا يحاسب المرء على النوايا وعلى الانتماء بل على الاعمال فمن يتصرف جنائياً او مسكياً بما يضر اي بلد يعيش فيه ويخالف قوانينه من حق السلطات ترحيله اما ما دون ذلك فهو افتراء وظلم وتجنن.