نقلت صحيفة "الأنباء" الكويتية عن متابعين لمسار العلاقة بين رئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​ ورئيس "الحزب التقدمي الإشتراكي" النائب السابق ​وليد جنبلاط​ بأنها ستبقى محكومة بالتوتر الدائم، مشيرين الى أن أحد أبرز مآخذ جنبلاط على "الجنرال" تبنيه لـ"الحالة الارسلانية"، المفتعلة برأيه، يوم شارك في آذار الفائت شخصيا في إزاحة الستارة عن النصب التذكاري للأمير مجيد ارسلان، في رسالة كانت واضحة المقاصد، في الوقت الذي كان لايزال النائب وائل أبوفاعور يتفاوض مع "​التيار الوطني الحر​" في احتمالات التحالف في الجبل، ما ترجم بنظر جنبلاط تبنيا لارسلان في مواجهة زعيم المختارة، حتى قبل صدور نتائج الانتخابات النيابية.

وأشارت مصادر الى أن الفريق الجنبلاطي قرر كسر الجرة مع العهد، والانتقال الى معارضة رئيس الجمهورية بصورة مباشرة وعدم تحييده عن المواجهة مع "التيار الوطني الحر."

وحول موقف جنبلاط، لفتت مصادر سياسية إلى أنه يتصرف تصرف المستشعر بحلقات الحصار تطبق عليه من أكثر من جانب. وقد تعمق هذا الشعور بعد إدراكه أن رئيس الحكومة المكلف ​سعد الحريري​ يتعين عليه في لحظة ما أن يساوم لكي يضمن رئاسة الحكومة، وبعدما وجد أيضا ان رئيس حزب "القوات اللبنانية" ​سمير جعجع​ مستعد هو الآخر لإبداء المرونة والمهادنة والتهدئة لكي يكرس حكوميا ما يعتقد أنه تقدم أحرزه في المجلس النيابي، إضافة الى أنه شعر بأن للمساندة المرتجاة من حليفه رئيس المجلس النيابي ​نبيه بري​ حدودا.

وعليه، فإن زوار المختارة يخرجون بانطباع مفاده أن زعيمها اتخذ أخيرا قرارا بضرورة الصمود وحيدا في وجه حملة شرسة تسعى الى حرمانه من أن يقبض على زمام الزعامة الدرزية حصرا في محاولة منه لتعويض تراجع كتلته النيابية. لذا لم يعد أمامه إلا أن "يهرب الى الأمام" من خلال اللجوء الى مزيد من التصعيد والمواجهة، الى درجة التلويح بالانحياز الى خيار الانتقال الى خندق المعارضة وعدم التمثل بالحكومة المقبلة.