استهل الامين العام ل​حزب الله​ ​السيد حسن نصرالله​ كلمته في الليلة التاسعة من ​عاشوراء​ بالتوجه الى ال​لبنان​يين، بالقول: أنا أريد أن أخاطب اللبنانيين ممن نختلف معهم وممن نتفق معهم، عندما نقول ​أميركا​ حليف وصديق للبنان ولشعوب المنطقة، هذا يعني أنها معك وتقف إلى جانبك ولا تطعنك في ظهرك ولا تجرك إلى الهاوية، فهل أميركا صديق للشعب ال​فلسطين​ي وهي التي تحاربه وتحول دون أن يحصل ​الشعب الفلسطيني​ على دولة بالحد الأدنى؟ هل من مصلحة الشعب الفلسطيني أن يعترف ​دونالد ترامب​ ب​القدس​ عاصمة لفلسطين؟ هل هو صديق الذي جاء بالجماعات التفكيرية وقام بدعمها؟ مشيرا الى ان أخطر مرحلة مرت على المنطقة هي مرحلة ​الجماعات التكفيرية​ المدعومة من ​الولايات المتحدة​، التي جاءت بداعش، وكل حلفاء أميركا دعموا داعش، بهدف اسقاط الوضع القائم في ​العراق​ ولايجاد الحجة لعودة قواتها إلى العراق .

وشدّد نصر الله على ان أميركا دعمت الحروب في المنطقة ورعتها كما حصل في العراق وسوريا واليمن، فمن الذي بدأ الحرب في اليمن؟ السعودية هي من بدأت الحرب في اليمن برعاية ودعم وتأييد ومساعدة أميركية حتى هذه اللحظة، ولفت الى ان جامعة الدول العربية لديها بند ثابت يدين تدخل إيران في الشؤون الداخلية، سائلا: هل يجرؤ أحد أن يدين التدخل الأميركي في الشؤون الداخلية للدول العربية؟ مضيفا ان قبل أسابيع كان هناك تدخل أميركي سافر في الشؤون السياسية العراقية، واستطاع العراقيون بفضل مرجعيتهم الدينية العظيمة، أن يتجاوزوا المؤامرة الأميركية السعودية، فهذه هي أميركا وسياستها، تلاحق وتفرض عقوبات أينما وجدت المقاومة، وتضعها على لوائح الإرهاب، هذه أدلتنا لنقول أن أميركا عدو، والولايات المتحدة تضع باب الرضا عن أي حكم في اسرائيل، وسأل: من الذي يدفع إلى التويطن؟ أميركا هي التي تدفع الى ذلك خدمة لإسرائيل، فيما لبنان كله يجمع على رفض التوطين وكذلك اللاجئون الفلسطينيون، فالمشكلة الحقيقية في المنطقة والعدو الحقيقي هو أميركا وإسرائيل، ومن لديه منطق آخر فليتفضل.

واكد ان من القضايا الأساسية التي هي موضع نقاش في لبنان، أن لبنان لا يجب أن يتدخل في ما يجري في المنطقة، وهذه الفكرة نجد لها تعابير مثل النأي بالنفس والحياد الإيجابي، سائلاً: هل الطريقة التي تعالج فيها الادارة الأميركية القضية الفلسطينية ليس لها تأثير على لبنان؟ التأثير الأول هو التوطين، هل يمكن أن يقول اللبناني أن لا علاقة لي بهذه المسألة؟ وطرح سؤالا تمنى فيه الاجابة عليه من قبل أصدقاء أميركا، "ان لو سيطرت داعش والقاعدة على سوريا ما هو مصير لبنان والأردن والعراق ودول الخليج؟ يجب أن نقنع داعش بأن ما يجري هو شأن سوري، ولا يكفي ان نقول نحن انه شأن سوري، فنحن نختلف في لبنان ونخترع النأي بالنفس، واوضح ان نحن مع أن تنأى الدولة اللبنانية بنفسها لأن هناك خلافا عاموديا حول قضايا المنطقة، أما القوى السياسية فمن منها ينأي بنفسه؟ نحن في حزب الله بارزون لأن لدينا عسكر ونختلف عن غيرنا فقط بالامكانات اما هم فيتدخلون حتى اليوم في ما يحصل في سوريا، ودعا نصر الله الى عدم النأي بالنفس لأن ما يجري في المنطقة يرسم مصير المنطقة ولبنان، هذه هي مقاربتنا وهي ليست موضوعا للخجل بالنسبة لنا.

وفي موضوع إدلب، اكد السيد نصرالله ان ما تم التوصل إليه أمر جيد ومعقول ومرهون بالنتائج حيث يجب أن نرى الإجراءات، ونحن دائما ومنذ 7 سنوات، كنا نقول ان حيث هناك إمكانية مصالحة أو تسوية فلتكن مصالحة أو تسوية، وما جرى بالنسبة إلى شرق الفرات، حيث تسيطر قوات سوريا الديمقراطية، الأمر مرهون بالقرار الأميركي، والأميركي كل يوم له قرار، وجدّد الدعوة للأكراد بعدم الرهان على الأميركيين فمصلحتهم هي مع الدولة السورية، وشدّد على ان بناء على تسوية ادلب، نستطيع أن نفترض جميعا أن سوريا تذهب إلى هدوء كبير، اما نحن فباقون هناك حتى بعد التسوية في ادلب ووجودنا مرتبط بالحاجة وبموافقة القيادة السورية، ورأى ان العدوان الاسرائيلي متواصل على سوريا وبحجج متنوعة، في حين ان بعض الحجج غير صحيحة، وكشف ان الاسرائيلي يقول ان في اللاذقية هذا المصنع الذي قصف كان بصدد تسليم سلاح إلى حزب الله وهذا كذب، والعديد من الاعتداءات الاسرائيلية تعمل على منع سوريا من إمتلاك قدرات صاروخية وليس صحيحا أن القصف في سوريا هدفه منع نقل أسلحة إلى حزب الله في لبنان، فهي تستخدم إيران وحزب الله شمّاعة والهدف الحقيقي من الضربات الاسرائيلية هو سوريا، ومحور المقاومة معني بالبحث عن كيفية وقف اعتداءات إسرائيل على سوريا.

ولفت نصر الله من جهة اخرى الى ان هناك مسؤولية لبنانية في موضوع النازحين بعد التجربة التي خاضها حزب الله وسبقه اليها الأمن العام اللبناني، وكل يوم يُثبت أن هناك جهات دولية تشجع السوريين على عدم العودة إلى سوريا وهناك جهات محلية أيضا تشجعهم على ذلك،واكّد ان بالرغم من حديث الجميع عن خطورة الوضعين الاقتصادي والمالي وتراكم الملفات من الصحة والنفايات والكهرباء التي تحتاج إلى حكومة فعلية، يستمر التعطيل والجمود فيما الكل يتحدث عن أهمية الحكومة، مجددا الدعوة إلى الهدوء وضبط الاعصاب ومعالجة أي مسألة بالتواصل والحوار والحكمة، كما جدد التأكيد على التزام حزب الله بكل ما ورد في برنامجه الانتخابي لا سيما على مستوى مكافحة الفساد، معلنا ان نحن نؤيد التشريع لا سيما في الملفات الملحة. واكد ان على مستوى حزب الله، نقول دائما أن محورنا ينتصر، البعض يعترف بهذا الإنتصار، والبعض الآخر مهما كان واضحا هذا الإنتصار لن يعترف به ولن يسلم بهذا النصر، مؤكّدا ان نحن في حزب الله نعيش مرحلة ضغوط وسنعيش هذه المرحلة مستقبلا، فالتهديات دائمة بالحرب وإن كان هذا أقرب إلى التهديد النفسي من التهديد الفعلي، والتهديد الأمني دائم ويتم تحملينا الكثير من المسؤوليات التي لا علاقة لنا بها، وفي الموضوع النفسي يجب أن نواجه وعلينا أن تكون ثقتنا بأنفسنا ومسيرتنا ومقاومتنا، ودعا المسؤولين بكل شفافية، خصوصا في هذه المرحلة إلى الانتباه لكل كلمة وكل تصرف، فهناك جو في البلد بل في كل منطقة يريد أن يأخذ مجتمعنا إلى التشدد والتفتت، نحن في مرحلة حساسة لا يجب أن نغرق فيها في المشاكل وعلينا التركيز على الإنتصارات، نحن المقاومة الإسلامية في لبنان من صناع الإنتصارات في المنطقة، لكن هناك من لا يعرف النعمة ولا يشكر النعمة، وكل هذه الحرب النفسية هدفها المس بمعنوياتنا ومسيرتنا وروحنا. لافتا الى ان في بعض الأحيان تكون الخبرية اشاعة وكذب فيقوم البعض من جماعتنا بالترويج لها من دون التحقق من صحتها.

وختم السيد نصر الله بالاشارة الى أنهم يريدون المس بهذه الروحية وهذه المسؤولية وأنا أقول لهم ان في هذه الحرب ستفشلون لأننا قوم لدينا أبا عبدالله الحسين، ولذلك لا يمكن ان يوصلنا أحد إلى مكان نضعف فيه، فنحن أتباع وعشاق الحسين قاتلنا وعشنا بشعار "هيهات منّا الذلة "وأقول لهؤلاء أيضا أننا في كل يوم عاشر نردّد نفس الشعار ونفس المنطق: "هل تظنون أنكم إذا قتلتم أحباءنا أو حاصرتمونا أو شنّيتم الحروب علينا، من الممكن أن نبدّل أو نعدّل"؟