بمناسبة ذكرى مرور عشر سنوات على استقلال جمهورية ​كوسوفو​، دعت الحكومة الكوسوفية مجموعة من الصحافيين المعتمدين والمصوّرين في الأمم المتحدة لزيارة البلاد والتعرّف الى الدولة، التي طوت صفحة حرب شارسة مع ​صربيا​ منذ عشرين عاما، ونالت استقلالها في ١٧ من شباط ٢٠٠٨، وهي اليوم ما تزال في بداية مشوار التأسيس لدولة قويّة تتكل على نفسها وعلى شعبها.

ضمّ الوفد الأممي مجموعة من صحافيين من ​بريطانيا​، الولايات المتحدة، ​الهند​، ​إيران​، ​البوسنة​، ولبنان الذي تمثّل بمراسلة "​النشرة​" في الأمم المتحدة ​سمر نادر​.

وتستعد صحيفة "النشرة" لنشر عدد من الأخبار المصوّرة عن كوسوفو، إضافة الى لقاءات سياسية مع كبار الرسميين في البلاد.

وللتذكير، اندلع نزاع في عام ١٩٩٨، بين القوات الصربيّة وحركة التمرّد لألبان كوسوفو المطالبين بالإستقلال، لينتهي أواخر عام ١٩٩٩ بـ١٣ ألف قتيل. بعد أحد عشر أسبوعاً من الغارات الجوية لحلف شمال الأطلسي، بإيعاز من الولايات المتحدة لحمل بلغراد على سحب الجيش والشرطة من كوسوفو. وبعد هذا الإنسحاب، انتشرت بعثة للأمم المتحدة وقوة لحلف شمال الأطلسي فيها.

بعد عشر سنوات على إعلان الاستقلال، اعترفت بها ١١٦ دولة رسمياً، وما تزال تطمح لإعتراف ١٤ دولة أخرى، كي تكفل دخولها عضويّة الأمم المتحدة. دول كبرى كثيرة ما تزال ترفض الإعتراف بها أبرزها روسيا والصين والهند وإندونيسيا والبرازيل، وخمس دول أوروبية.

كوسوفو التي تمارس سيادتها على كامل أراضيها، وقّعت عام ٢٠١٣ مع صربيا اتفاقاً لتطبيع العلاقات، برعاية الإتحاد الأوروبي، مهّد الطريق لبدء مفاوضات لانضمام الأخيرة الى الإتحاد المذكور مقابل الإعتراف بجمهورية كوسوفو المستقلة. ومنذ أيّام، صرح الرئيس الصربي ​ألكسندر فوتشيتش​ أن أي اتفاق بالإعتراف بكوسوفو يجب أن يشمل ضمانات بمنح صربيا عضويّة الإتحاد الأوروبي بحلول عام ٢٠٢٥، وحضّ كوسوفو على تقديم تنازلات.

كوسوفو المتوّجة بين سلاسل من الجبال التي تفصلها عن مونتينيغرو، ألبانيا، وصربيا، تعيش صراع النمو والتطوّر في زمن تواجه فيه مع كل دول العالم تحديّات جمّة ومواجهات ونزاعات وأزمات اقتصادية...

سوف تنفرد "النشرة" بتقديم سلسلة مقالات حول الجمهوريّة البلقانيّة الناشئة للإضاءة على الشعب الطموح والأرض الغنيّة بالمعادن والذهب. وربما كان الإستقلال هو أكبر وأهمّ ثروة امتلكها ألبان كوسوفو ولن يساومون عليها مدى الدهور، لاعتبارهم أنهم دفعوا ثمن كل شبر من تراب البلاد دماً ودموعاً .