لفت النائب الرسولي للاتين في ​لبنان​ المطران سيزار إسايان، خلال افتتاح كلية العلوم الدينية في "​جامعة القديس يوسف​ (اليسوعية)" في ​بيروت​، سلسلة محاضرات "ثلاثاء الكلية" في مسرح بيار أبو خاطر، حرم العلوم الإنسانية، للسنة الجامعية الجديدة 2018-2019، إلى أنّ "الكنيسة لم تتوّقف يومًا عن البحث في سر مريم، فهي حاضرة ليس فقط في لاهوتها وروحانيتها، إنّما أيضًا في ممارساتها الليتورجية والتقوية، وذلك للدور الذي تضطلع به في الخلاص، ولكونها أم الفادي، وهذا ما دعا ​البابا فرنسيس​ إلى إدراج عيد مريم أم الكنيسة في الروزنامة الليتورجية اللاتينية".

وركّز محاضرة عنوان: "مريم سر الإنسانية المتجددة في ​يسوع المسيح​"، على أنّ "​مريم العذراء​ هي أم البشرية جمعاء منذ حدث التجسد، وتتجذّر هذه الفكرة عميقًا في التقليد الكنسي وخصوصًا الأبائي. ولكونها أم رأس الكنيسة أي أم يسوع، فهي بطبيعة الحال أم الكنيسة نفسها، الّتي هي بدورها وبلا شكّ جسد المسيح السري".

وركّز إسايان على أنّ "هذا الدور الّذي أدّته مريم بكلّ حريتها، وخصوصًا خلال موت ابنها على الصليب ومن خلال الشهادة لقيامته، يدل على الدور الّذي أراد الرب أن يمنحه للبشرية في عملية الفداء، من خلال هذا الثنائي (يسوع ومريم)، الّذي يواجه بالتوازي الثنائي القديم (آدم وحواء)، على مستوى مفهوم البنوة والأمومة. لذلك اختار الرب في مريم أما تشبهه وتشبه الإنسانية كما أرادها منذ البدء".

ولم تخل المحاضرة من تحذير من "الخلط غير الواعي بين دور يسوع ودور أمه، فمريم تشير في حياتها وفي أعمالها وفي رمزيتها إلى الفداء، الذي أتى بيسوع المسيح وحده".