لا تشبه قصّة جان بو غصن الرجل اللبناني المغترب في ​البيرو​ منذ أكثر من خمسة وخمسين عاماً مع ​القديس شربل​ أي قصّة أخرى، فهذا الرجل حصل على نعمة أن يتعرّف العالم على الوجه الحقيقي "لشربل" بصورة تواجد فيها. لتنقل هذه الصورة العلاقة بينه وبين القديس من الشكّ الى الايمان المطلق بقدرة الله على اجتراح العجائب بواسطة قديسيه...

في العام 1950 ذاع صيت القديس شربل كثيراً من خلال العجائب التي كان يقوم بها والتي بدأت تنتشر ليدرك البشر عظمة الله من خلال قديسيه. في حينها كان جان بو غصن تلميذاً في colleges des apotres في ​جونيه​، فقرر الآباء يومها اصطحاب التلاميذ في المدرسة لزيارة ضريح القديس شربل.

بو غصن(1) التقته "​النشرة​" خلال زيارته الى لبنان وقبل عودته الى البيرو، وروى ما حصل لأوّل مرة تلفزيونيًّا بعد مرور 68 عاما على الصورة الحدث الّتي وُصِفت بالعجائبيّة، كما أنه آخر شخص على قيد الحياة من بين جميع المتواجدين في تلك الصورة.

الرجل الثمانيني استذكر ما حصل معه يوم تذكار عيد مولد القدّيس شربل في الثامن من أيّار فقال: "وصلت الى عنايا وتوجهت مع ثلاثة من رفاقي الى المحبسة في حين أن الناس كانت تتوافد بالمئات الى ضريح القديس شربل طلباً لشفاعته وسعياً في الحصول على نعمة شفاء من مرض وقفت هناك أُفكر لماذا يتهافت الناس بهذه الأعداد الى ضريح القديس ونحن لم نر شيئاً مختلفاً". وكأي يوم عادي تجمع الرفاق في رحلة وجب أخذ صورة لهم خلال زيارة محبسة "القدّيسين بطرس وبولس" المعروفة بمحبسة ​مار شربل​ ودعاهم "والمسؤول عن المحبسة للتموضع والتقاط صورة تذكارية وانتهى الأمر عند هذا الحدّ وعاد التلاميذ الى المدرسة".

بو غصن وفي طريق العودة كانت بعض الاشياء الخارجة عن المألوف تشغل باله حيث لم يجد هو خلال رحلته ما يعتبره غير طبيعي متسائلا "لماذا تضخيم الموضوع بهذا الشكل"؟!. وتابع، "بعد عدّة أيام حضر أحد رهبان المدرسة للتأكّد من أن من في الصورة هو أنا وخصوصاً وأنه بدأ ينتشر كلام أن أعجوبة حصلت وأن القديس شربل ظهر لأول مرّة في صورة كاشفاً عن شكله الحقيقي"، وهنا اختصر بو غصن ما حصل معه بعبارات قليلة "ربما لأنني شككت ولم أؤمن ظهر القديس شربل في الصورة ليقطع الشكّ باليقين".

أحدثت الصورة العجائبيّة التي ظهر فيها القديس شربل بلبلة وقتذاك وضجّ لبنان على طول مساحته بهذا الحدث.

في هذا السياق شرح المسؤول عن سجل العجائب في ​دير مار مارون عنايا​ الاب لويس مطر لـ"النشرة" أنه "في عام 1950 تم جمع مجموعة صور لرهبان ووضعوا الصورة المذكورة بينهم وتوجهوا الى الاب اغناطيوس داغر التنوري الذي عاصر "شربل" ويعرفه شخصيًّا، وأعطوه المجلّد فبدأ يتصفحه ويسألهم لماذا تأتون بصور الرهبان اليّ، وعندما وصل الى الصورة التي ظهر فيها القديس سألهم عما تفعله صورة مار شربل بين تلك الصور وعندها تأكدوا أنه هو".

جان بو غصن اعترف الى أن "هذه الصورة عمّقت إيمانه بالرب يسوع وبالقديس شربل"، وشرح أن "زيت وبخور القديس شربل منتشر في انحاء العالم وخصوصاً وفي الارجنتين والبيرو وقد شفى العديد من الأشخاص عبره".

يعدّ جان بو غصن آخر شخص على قيد الحياة متواجد في الصورة العجائبية التي ظهر فيها الوجه الحقيقي للقديس شربل في العام 1950 ومعها إنطلقت رحلة العجائب بشفاعة القدّيس ​شربل مخلوف​ بقدرة الله الشافي.

تجدر الاشارة الى أن هذا التقرير أُعِدَّ لمناسبة الذكرى الـ41 لاعلان البابا بولس السادس من بازيليك القدّيس بطرس-الفاتيكان في 9 تشرين الأوّل 1977 مار شربل قدّيسًا في الكنيسة. وقد اغتنمت "النشرة" فرصة مجيء السيّد جان بو غصن الى لبنان، لا سيّما انه مقيم بشكل دائم في البيرو منذ قرابة خمسة عقود.