تعدّ مهرجانات فقرا-​كفرذبيان​ الدولية واحدة من أهمّ المهرجانات التي يحييها كبار الفنانين كوائل كفوري وكاظم الساهر وغيرهم... ولكن خلف هذا المهرجان الضخم قصّة مخالفات بالجملة إرتكبتها بلدية كفرذبيان بدءا بالتنظيم، مرورا بالشركة المتعهدة وصولاً حتى المبالغ التي صرفت.

أولاً وبحسب القانون لا يحقّ لأي بلدية أن تنظّم مهرجاناً تبغي منه الربح فكيف إذا كان دون علم أعضاء المجلس البلدي. في التفاصيل، وبحسب مصادر مطلعة على الملف نظمت بلدية كفرذبيان بشخص رئيسها بسام سلامة في العام 2017 مهرجانات فقرا الدولية وهنا تكمن المخالفة الأولى التي إرتكبتها البلدية، إذ تمّ توقيع عقد مباشر وقتذاك بين سلامة وإحدى الشركات التي تهتم بإقامة الحفلات والمهرجانات على أنواعها في العام 2017 دون إجراء مناقصة، أولاً كون كلفة المهرجان تصل الى 239 ألف دولار لحفلة Charle Aznavour فقط، ودون موافقة أعضاء المجلس البلدي، وحفلة ثانية لوائل كفوري بقيمة 270 ألف دولار"، هنا تضيف المصادر عبر "​النشرة​": "إذا إفترضنا أن للبلدية الحقّ في تنظيم هكذا مهرجان فلماذا لم يتم إستدراج العروض وإجراء مناقصة لتلزيم المهرجان لشركة معيّنة".

تذهب المصادر أبعد من ذلك، لتصل الى موضوع تمويل المهرجان وتحديداً مسألة المدخول والمصروف. وتشير المصادر الى أنه "وبالمنطق العام وطالما أن بلديّة كفرذبيان هي من نظّمت مهرجانات فقرا الدوليّة، ولو بشكل مخالف، فمن المفترض أن تكون هناك محاضر في البلدية بالمدخول والمصروف وكل الكشوفات"، ولكن وبحسب المصادر فإن "الاموال التي حصّلتها البلدية على إسم المهرجان سواء عبر متموّلين أو من الاعلانات أو حتى بيع تذاكر وغيرها لم يدخل أي منها الى صندوق البلدية، أما بعض أجزاء مصروف المهرجان فكانت من الصندوق البلدي، وبالتالي، وبالمختصر، فإن المبلغ الذي حصلت عليه البلدية أو إذا كان المهرجان أمّن ربحاً أو تسبّب بخسارة بقي مجهولا كون الحسابات غير موجودة بالبلدية بإستثناء بعض المصاريف اللوجيستيّة للمهرجان".

في نفس السياق صدر قرار (البلدية أصدرت عدة قرارات مماثلة) من بلدية كفرذبيان يحمل رقم 48 موضوعه بحسب ما علمت "النشرة" صرف بدل مساهمة في مهرجانات فقرا-كفرذبيان الدولية. ويتضمّن بحسب المصادر "صرف مبلغ قدره مئة مليون ليرة للشركة التي ستهتمّ بتنظيم الحفل بناء على العقد الموقع بينها وبين رئيس البلدية بهدف إحياء المهرجانات لاستقدام فنان عالمي وفرقته الموسيقية"، مشيرة الى أنه "تقرر صرف المبلغ من الباب الخامس الفصل 2 (الاحتفالات والمهرجانات) وفي المادة الثانية تقرّر إحالة هذا القرار لقائمقام ​كسروان​ للتصديق"، وهنا تلفت المصادر الى أن "القانون ونظرا الى قيمة المبلغ يحتاج الى تحويله من القائمقام إلى المحافظ للتصديق عليه ليتم صرفه"، كاشفةً أن "الإحالة وصلت الى قائمقام كسروان ​جوزيف منصور​ الذي ردّها الى البلدية فوراً ومع ذلك صُرف المَبلغ".

تناولت "النشرة" في هذا المقال جانبا من المخالفات التي ارتكبتها بلدية كفرذبيان في مهرجانات فقرا-كفرذبيان الدولية عام2017، فماذا عن مهرجانات العام 2018، والبقيّة تأتي على أن يُعتبر هذا الموضوع اخبارًا ليبدأ ​التفتيش المركزي​ عمله؟!.