يوم تلو آخر يقزّم الفلسطينيون أمن قوّات الإحتلال الإسرائيلي، ويثبتون هشاشته، بتحديد مكان وزمان ونوع وأسلوب وطريقة تنفيذ أهدافهم.

فقد نجح أمس (الخميس) شاب فلسطيني بتنفيذ ​عملية طعن​ جندي إسرائيلي على حاجز حواره العسكري - جنوب ​نابلس​ في ​الضفة الغربية​ المحتلة، قبل أنْ يتمكّن من الفرار، على الرغم من إصابته بجروح نتيجة رصاص أطلقه جنود الإحتلال باتجاهه، أصابت أيضاًَ مستوطنة.

وتكمن أهمية تنفيذ عملية طعن الجندي الإسرائيلي أمس، بأنّ المنفّذ استطاع اختراق الإجراءات الأمنية، التي يتّخذها جيش الإحتلال منذ يوم الأحد الماضي، بعد تنفيذ الشاب أشرف ​وليد سليمان​ نعالوة، عملية فدائية في المنطقة الصناعية، بجوار مستوطنتي "بركان" و"أرييل"، بالقرب من سلفيت - شمال نابلس، ما أدّى إلى مقتل المستوطنين كيم ليفينغروند يهزكل وزيف هاغبي وإصابة مستوطنة، قبل التمكّن من الفرار.

ورفعت قوّات الإحتلال حالة التأهّب القصوى في الضفة الغربية، حيث دفعت بوحدات جديدة بعد الكتيبتين، وإشراك قوّات من الشرطة ووحدة "المستعربين" واستخدام الطائرات المروحية وطائرات التصوير والكلاب البوليسية لتقفّي الأثر.

وقد مُنيت قوّات الإحتلال بفشل متعدّد الأوجه، بعدم تمكّنها من اعتقال منفّذ العملية الأولى أشرف بعد مرور 5 أيام من التواري، على الرغم من مداهمة منزل العائلة في حيّ القطاين بضاحية الشويكة - شمال طولكرم، وتفتيشه والعبث بمحتوياته، واعتقال والدته وفاء محمود نعالوة، وأشقائه أمجد وهنادي وسندس، وإعادة اعتقال شقيقته فيروز، بعدما كان الإحتلال قد اعتقلها وأفرج عنها.

كما اعتقلت قوّات الإحتلال أمس، 3 مواطنين من ضاحية الشويكة، بعد مداهمتها، حيث اقتحمت أكثر من 15 سيارة عسكرية إسرائيلية حارة النعالوة، وألقت القبض على كل من: سعيد قاسم فريج وشقيقه سنان، ومرشد فريد قطاوي، إضافة إلى زميل منفّذ العملية في المصنع الذي يعمل به، والذي ترك بحوزته وصيته قبل 3 أيام لتنفيذ عمليته.

ولم تتمكّن "ذبذبات" الرادار الإسرائيلي من رصد أي معلومة عن أشرف نعالوة، الذي ما زال متوارياً، ومحتفظاً بسلاحه الذي استخدمه في تنفيذ عمليته، وهو من نوع "كارلو"، مع خشية الإحتلال من تنفيذه عملية جديدة.

وأيضاً أنْ تُعطي مثل هذه العمليات حافزاً لكثير من الفلسطينيين لتنفيذ عمليات ردّاً على الإعتداءات والممارسات الإسرائيلية القمعية والتعسّفية المتكرّرة والمتصاعدة.

في أعقاب عملية الأمس في نابلس، فرضت قوّات الإحتلال، مساءً، إغلاقاً شاملاً على المحافظة بإقامة حواجز عسكرية على مداخلها، حيث منعت الدخول والخروج من المحافظة، مع قيام قوّات كبيرة بعمليات التمشيط، بحثاً عن منفّذي عملية إطلاق النار في مستوطنة "بركان" قبل أسبوع وعملية الأمس، جنوب نابلس.

ونفّذت قوّات الإحتلال العديد من حملات الدهم والتفتيش في بلدات وقرى نابلس، التي تنقّلت من منزل إلى آخر.

وأُصيب العشرات من المواطنين بحالات اختناق، نتيجة إلقاء قوّات الإحتلال قنابل الغاز المسيل للدموع، باتجاه منازلهم في بلدة عزون - شرق ​قلقيلية​.

فقد اقتحمت قوّات الإحتلال، مساءً، البلدة بأعداد كبيرة، حيث داهمت المنطقة الشمالية من البلدة، فيما اندلعت على أثرها مواجهات مع الشبان.

واشتعلت النيران في أحد منازل المواطنين، نتيجة إلقاء قوّات الإحتلال لقنابل الغاز صوب المنازل.

وتفقّد قائد قوّات الإحتلال في الضفة الغربية، مكان وقوع العملية، فيما هدّد رئيس مستوطنات نابلس

بعدم السكوت على العمليات، وعدم السماح بأنْ تصبح نهج حياة يومي في المنطقة.

هذا في وقت، هاجم مستوطنون، ظهر أمس، مركبات المواطنين الفلسطينيين على مفرق مستوطنة "يتسهار" - جنوب نابلس، وحطّموا زجاج عدد منها، وألحقوا فيها أضراراً.

ودعا وزير الزراعة الإسرائيلي ​أوري أريئيل​ أمس، رئيس حكومة الإحتلال بنيامين نتنياهو، إلى عقد اجتماع طارئ للمجلس الوزاري الأمني المصغّر "الكابينت"، لاتخاذ إجراءات صارمة بتنفيذ الخطوات "الصائبة" ضد عائلات منفّذي العمليات في الضفة الغربية، من هدم للمنازل وإبعاد عائلات منفّذي العمليات، قائلاً: "يجب علينا الرد بقسوة".

ونشر أريئيل تغريد له على موقع "تويتر"، بعد ساعات من عملية الطعن، قال فيها: "علينا أنْ نستعيد الردع على الفور، من أجل وقف حمّام الدم اليهودي".

وطالب بسحب "جميع "التسهيلات" و"الجوائز"، التي تتلقّاها عائلات منفّذي العمليات فوراً".

وزعمت شرطة الإحتلال أنّ مركبة للمستوطنين تعرّضت لإطلاق نار بالقرب من مستوطنة "أورانيت" - جنوب قلقيلية.

وأعلن أحد المستوطنين عن أنّ مركبته تعرّضت لإطلاق نار دون إصابات في المكان.

وعلى الأثر نفّذ جيش الإحتلال عمليات تفتيش واسعة في المكان بحثاً عن المنفّذ.

كما أعلنت ​الشرطة الإسرائيلية​، عصر أمس، عن محاولة سائق دهس عدد من جنود الإحتلال في موقف للحافلات قرب مستوطنة "روش بينا" - جنوب شرق صفد في الأراضي المحتلة منذ العام 1948.

وقالت: "إنّ السائق انحرف بسيارته صوب مجموعة من الجنود الإسرائيليين، الذين كانوا ينتظرون عند موقف للحافلات، واصطدم بقارعة الطريق، لكنه واصل السير بسرعة كبيرة، دون أنْ يتسبّب الحادث بإصابات".

ونشرت الشرطة الإسرائيلية الحواجز والدوريات بحثاً عن السيارة، حيث تمكّنت لاحقاً من اعتقاله، ويبلغ (18 عاماً) من سكان مدينة صفد في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ العام 1948، وتبيّن من التحقيق معه، أنّه فقد السيطرة على سيارته، ونتيجة للخوف فرَّ من المكان، لكن الشرطة أوقفته على ذمّة التحقيق.

كما اقتحمت قوّات الإحتلال، وضبّاط مخابراتها، أمس، قرية الخان الأحمر - شرق ​القدس​ المحتلة، المهدّدة بالهدم، وقاموا بتصويرها من جهاتها الأربع.

وهذا الاقتحام هو الثاني منذ صباح أمس، وجرى تصوير القرية في المرّتين، حيث يخشى أهالي القرية أنْ يكون هذا التصوير تمهيداً لهدمها، بعدما كانت "المحكمة العليا" الإسرائيلية، قد رفضت، التماس أهالي القرية ضد إخلائهم، وتهجيرهم، وهدم القرية المُقامة وأقرّت هدمها خلال أسبوع.

هذا، وستناقش اللجنة الوزارية الإسرائيلية للتشريع مشروع قانون بتشديد الأحكام بحق الفلسطينيين، الذين يُدانون في محاكم الإحتلال العسكرية والمدنية، تمهيداً لطرحه يوم الأحد المقبل، على "​الكنيست​".

وينص مشروع القانون الجديد على إلزام محاكم الإحتلال بفرض عقوبة سجن لمدّة 60 عاماً، بدلاً من 40 عاماً حالياً، على منفّذ أي عملية يُقتل فيها إسرائيلي، ويقضي مشروع القانون أيضاً بإمكانية تشديد العقوبة أكثر.

ويحظى مشروع القانون بتأييد واسع من جانب أحزاب الائتلاف اليمينية وأحزاب في المعارضة، الذين وقّعوا على مشروع القانون، وبينهم أعضاء في "الكنيست" من أحزاب "الليكود" و"كولانو" و"المعسكر الصهيوني" المعارض.