افتتح متروبوليت ​بيروت​ وتوابعها للروم ​الارثوذكس​ المطران الياس عوده، مساء اليوم، المؤتمر الطبي السنوي ال23، الذي ينظمه مستشفى ​القديس جاورجيوس​، في حضور نائب رئيس ​مجلس الوزراء​ وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال ​غسان حاصباني​، وتخلل الافتتاح تقديم المطران عودة أيقونة مار الياس إلى النائب بو صعب الذي حضر المؤتمر.

وألقى المطران عودة كلمة اشار فيها الى ان "لقد اتهمنا بالتمرد والإنشقاق عن انطاكية عندما أردنا إنشاء هذا الصرح التعليمي، واتهمنا بمحاربة ​جامعة البلمند​ التي كان لنا شرف الإسهام في تأسيسها مع المثلث الرحمة البطريرك إغناطيوس. واتهمنا بشتى الإتهامات التي لا مجال لتعدادها الآن". مضيفا ان "لكل المغرضين والحاقدين والشتامين، والذين لا عمل لهم إلا اختلاق الأكاذيب وبث الإشاعات والتكهن بما يختلج في نفوس الآخرين، لكل هؤلاء أقول إن أبرشية بيروت تشكل أحد أعمدة بطريركية أنطاكية، وهي كانت وستبقى حاملة لواء المشرقية واستقامة الرأي، تعمل مع سائر أبرشيات الكرسي الانطاكي المقدس على الحفاظ على التقليد الشريف والتسليم الرسولي، وتضع نصب عينيها العمل بتعاليم الرب يسوع، الذي قال: "اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم" (متى 28: 19)".

واكّد "إن أبرشية بيروت تفتخر بانتمائها إلى بطريركية أنطاكية، حيث دعي التلاميذ مسيحيين أولا (أع 11: 26)، ولو لم يعجب هذا الكلام بعض الحاقدين، لكن انتماءها إلى ​البطريركية الأنطاكية​ لا يتعارض وعملها على رعاية أبنائها وتنمية مؤسساتها والقيام برسالتها". وختم المطران عودة ان " وجود جامعة القديس جاورجيوس في بيروت، فلا نراه يتعارض مع وجود جامعة البلمند في الشمال، لا بل نأمل أن يكون في كل أبرشية من أبرشيات كرسينا جامعة أرثوذكسية تخدم محيطها وتعمل على بناء الشبيبة علميا وروحيا وأخلاقيا، مستوحية إنجيلها ورانية إلى وجه سيدها، المعلم الأول. سوف تكون جامعة القديس جاورجيوس، بإذن الله، مفخرة لبيروت ولأنطاكية، ولوطننا لبنان، وستحمل مع أبرشية بيروت وأبنائها الرسالة الأنطاكية وتبث الروح الأنطاكية إلى ما شاء الله، لا عبيده".

من جهته، قال الوزير حاصباني ان "كلنا ثقة بأن مستشفاكم يمثل أفضل صورة لديناميكية القطاع الخاص وحركته الدائمة نحو التطور. وكنت شاهدا منذ صغري كطالب في المدرسة التي يقام بها هذا المؤتمر، على أوائل المؤتمرات التي كانت تقام في هذا المكان، ولم أكن أتوقع أن يأتي يوم وأشارككم في أحدها، وهذا مدعاة فخر لي. إن السمعة الحسنة للسوق الصحي اللبناني أمر بالغ الأهمية ومن الطبيعي أن ننظر للمؤتمرات العلمية التي تنظمها النقابات المهنية والجمعيات العلمية و​المستشفيات​ الجامعية نظرة تقدير لما تمثله من تواصل مع المستجدات العلمية الحاصلة في مجالات الوقاية والتشخيص والعلاج والمتابعة". وتابع: "كما تعلمون إننا عملنا ومنذ تولينا مسؤولية ​وزارة الصحة العامة​ باتجاهات مختلفة بدءا بالرعاية الصحية الأولية وحققنا تقدما كبيرا، مرورا بالسياسة الاستشفائية وبالذات محاولة تطوير قدرات المستشفيات الحكومية لتلعب دورها كما يجب وبالتزامن مع التطور الدائم للمستشفيات الخاصة على اختلاف مستوياتها، وانتهاء بمحاولة معالجة فوضى سياسة التأمينات العامة تقدمنا بمشروع الرعاية الصحية الشاملة للمرضى الذين لا يملكون تغطية صحية عامة وكلنا أمل أن يصدر القانون لنعمل على تنفيذه. طبعا نحتاج إلى الوقت والامكانات المادية والفنية، ونجاح هذا المشروع يمهد الطريق أمام معالجة مشاكل سياسة التأمينات العامة الحالية".

ولفت حاصباني الى ان "لا يغيب عن نظرنا الصعوبات التي تواجه عمليات التطوير للنظام الصحي. وباختصار أن المعادلة الحالية تتركز حول التضخم السكاني في لبنان، وبالتالي زيادة دائمة في الحاجات الصحية على اختلاف أنواعها وتعاظم الفقر لدى الدولة واللبنانيين إضافة للفقر المدقع للمقيمين من نازحين ولاجئين وتراجع المساعدات الدولية". مشيرا الى ان "نعمل لتأمين الخدمات والمساعدات للمحافظة قدر الإمكان على الحد الأدنى من مقومات الأمن الاجتماعي، ونتمنى أن تؤمن استمرارية العمل الاستراتيجي الذي بدأناه مع من يستلم مهام الوزارة من بعدنا، أتمنى لمؤتمركم التوفيق والنجاح".