لفت عضو تكتل "​لبنان​ القوي" النائب ​جورج عطالله​، إلى أنّه "أصبح واضحًا أنّ العرقلة الحكومية كانت بسبب تقاطع مصالح لدى بعض الجهات في الداخل، مع تمنيات لدى بعض الدول الّتي تنسّق تلك الجهات معها، لكي لا نقُل غير ذلك". ورأى أنّ "هذا الأمر تفكّك منذ الأسبوع الفائت نتيجة عدة عوامل، وهو ما سهّل الإندفاعة الحكومية، والفريق الّذي كان "يُكابش" عبر زند غيره، أصبح غير قادر على أن "يُكابش" إلاّ بزنده الخاص، فصار الإتجاه نحو ​تشكيل الحكومة​ على قاعدة المعايير الموحّدة واحترام نتائج ​الإنتخابات النيابية​".

ونوّه في حديث إلى وكالة "أخبار اليوم"، إلى "أنّنا كنّا نقول منذ البداية إنّ الحكومة يجب أن تكون صناعة وطنية ودون تدخلات خارجية، لأنّ ذلك يسهّل تشكيلها على قاعدة احترام المعيار الموحّد الّذي يُطبّق على الجميع، ويجعل منها حكومة وحدة وطنية وفق الأحجام الحقيقية لكلّ جهة. ولكن للأسف، هذا ما لم يَكُن يحصل".

وركّز عطالله على أنّ "ما يحصل منذ الأسبوع الفائت هو نوع من تفكّك الضغط الخارجي الّذي أدّى إلى حصول اندفاعة حكومية، وبالتالي، صارت توجد سهولة في عملية التشكيل"، موضحًا أنّه "يبدو أنّ التوصّل إلى حكومة "صناعة لبنانية" أصبح مُتقدّمًا على أي عراقيل أخرى، بما فيها العراقيل الخارجية. وبات الإتّجاه نحو حلحلة كلّ التفاصيل الباقية"، مبيّنًا أنّ "الدليل أنّ كلّ الجهات صارت مُقتنعة بالعدد الأكبر من الأسباب الموجبة الّتي كانت توضع أمامها لتشكيل حكومة وحدة وطنية".

وحول إمكانية وجود محاولة لاستنهاض بعض العراقيل أمام تشكيل الحكومة من باب إثارة ملف تمثيل الأقليات، أعرب عن اعتقاده أنّه "لا توجد محاولة لاستنهاض العراقيل في هذا الموضوع، وإنّما ما يُثار هو مطالب محقّة لفئة يُطلق عليها بكلّ أسف تسمية أقليات، رغم أنّنا كلّنا أقليات في لبنان".

وشدّد على أنّه "توجد تجارب في حكومات سابقة، حيث تمّ تمثيل فئة الأقليات ضمن حكومات كانت تتألّف من 24 وزيرًا، فكيف لا يُمكن تمثيلهم اليوم في حكومة من 30 وزيرًا؟ وبالتالي، مطلب تلك الفئة بالتمثيل حكوميًّا يبقى مُحقًّا، وهي من المكوّنات الأساسية في استنهاض العملية السياسية الحقيقية في لبنان، وخصوصًا في عهد رئيس الجمهورية ​ميشال عون​".

أمّا عن إمكانية أن لا تشكّل حقيبة العدل عقبة أمام تشكيل الحكومة الجديدة، فأشار عطالله إلى أنّ "منذ مرحلة الصعوبات الّتي أحاطت بتشكيل الحكومة، كنّا نقول إنّه إذا لمَسنا وجود جدية في العمل على التشكيل بناء على قواعد ثابتة تحترم التمثيل الحقيقي والمعيار الموحد، فإنّنا سنسهّل من جانبنا إلى أقصى حدّ ممكن"، مركّزًا على "أنّني أعتقد أنّ العمل الّذي يتمّ إنجازه لتشكيل الحكومة حاليًّا، ومع المرحلة المتقدّمة الّتي وصل إليها هذا الملف، لا أعتقد أنّه يوجد أي جهة تريد الذهاب إلى أي نوع من العرقلة".