أكد رئيس أساقفة بيروت المارونية المطران ​بولس مطر​ "اننا نناشدكم ايها المسيحيون احبوا بعضكم بعضا، سالكوا بعضكم بعضا، لا مقابل الآخرين بل لنكون مثلا للآخرين، نحن مسؤولون عن روح الانجيل مار بولس يقول: تصالحوا مع الله، واذا تصالحتم مع الله تتصالحون مع أنفسكم، تصالحوا مع الله ليكن أمامكم جميعا واطلبوا منه نعمةالحب، صحيح ​لبنان​ بلد العيش المشترك، ولكن العيش المشترك يعني ايضا المحبة وتبادل المصالح الحقيقية، ليس من مانع ان كل انسان يضمن انه هو مصلحته ان تكون مؤمنة ولكن تتأمن مصالحنا عندما تتأمن مصالح الجميع وتترابط كلها بعضها ببعض فنصبح كيانا واحدا ومتنوعا في آن معا، لا تنوع من دون وحدة ولا وحدة بدون تنوع، لذلك فليكن الرب ملهمكم جميعا الى كل عمل صالح، ونحن نجدد محبتنا لقادتنا جميعا ونشد على يد فخامة الرئيس ليكون فرصة الجمع بين كل اللبنانيين ويتم التفاهم حول لبنان المستقبل بكل حذافيره وننطلق نحو الأمان بيد واحدة وقلب واحد"، مشيراً الى أن "فخامة الرئيس طلب من الامم المتحدة ان يكون لبنان وطن الحضارات التي تعيش بعضها مع بعض وتتحاور بعضها مع بعض، تعالوا نسبق ذلك بتحاور بناء في ما بيننا وصولا الى ما فيه خيرنا وخير المنطقة بأسرها".

وفي عظة له خلال تدشين كنيسة مارشليطا في بلدة شرتون- قضاء عاليه بعد إنجاز بنائها، وترأس قداسا للمناسبة وعاونه مسؤول قطاع الجبل المونسنيور اغناطيوس الأسمر، رئيس مدرسة الحكمة برازيليا الخوري بيار ابي صالح، كاهن الرعية توفيق ابي خليل ولفيف من الكهنة، لفت المطران مطر الى أن "هذا هو اليوم الذي صنعه الرب، تعالوا نسر ونفرح به، هذا هو اليوم الذي نبارك وندشن كنيسة شرتون على اسم مارشليطا لمجد الله وإكرامه ولعودة شرتون كاملة الى سابق أفراحها وصلواتها وعزتها مع أهل المنطقة جميعا من دون استثناء، ومن الواجب أن نذكر أولا مارشليطا شفيع الكنيسة بالذات لأننا على اسمه اجتمعنا ونقيم الذبيحة للرب يسوع المسيح إكراما لشهدائه، كان ذلك سنة 363 أي منذ 1655 سنة يوم استشهاد مارشليطا في مطر، وكان قائدا مسؤولا من قبل قسطنطين الملك الذي بعد أن اضطهدت المسيحية ثلاثة قرون أعلنت قيامة الدولة الإمبراطورية وصعدنا من الدياميس من تحت الأرض لنعلن إيماننا بالرب بكل فرح واطمئنان وسلام".

وأشا الى "اننا ها نحن في لبنان قبل قيام الدولة اللبنانية وبعد قيامها بنينا حياتنا على الشراكة، على اللقاء بين جميع اللبنانيين، لنؤمن لكل منا عبادة لله حرة، "كل على دينه الله يعينه" لا نتعاطى بديانات الآخرين ولا أحد يتعاطى بإيماننا، نحترم بعضنا بعضا، والله هو الذي يحاسب الجميع، على هذا كان الميثاق، قبل الميثاق على هذا توافق اللبنانيون في سنة 1920، وبعد عامين نحتفل بالمئوية لقيام دولة لبنان، بطريرك الموارنة الياس الحويك رفض أن يكون لبنان دولة انعزالية دولة لطائفة ولو كانت لطائفته، قال بمؤتمر الصلح في باريس نريد دولة للمسيحيين والمسلمين معا نعيش أخوة متساوين متحابين، هذا كان موقف البطريرك الحويك، وفي العام 1943 عندما هبت رياح الإستقلال الناجز، كان حبر آخر هو المطران مبارك من رشميا العزيزة يستقبل جميع اللبنانيين في مدرسة الحكمة عندما أخذ زعماء لبنان الى راشيا ليقول كلنا واحد، نريد للبنان أن يكون وطنا لجميع اللبنانيين بالعزة والكرامة، وهكذا في العام 1943 عقدنا العزم على أن نحيا معا، وبعد الأحداث الأخيرة هذا الموقف كان للبطريرك مار نصرالله صفير دام عمره، وبعده بطريركنا الحالي البطريرك بشارة الراعي ادام الله سنينه، فكان موقف متجدد واحد نريد العيش المشترك بالكرامة بين الجميع وللجميع وللدلالة على ذلك ان شعبنا يحب لبنان كل لبنان، يحب أرضه، شعبنا الذي مرت عليه مصاعب، وهنا في الجبل كانت غيمة كبيرة غطت هذا الجبل إلا انني أقول والحمد لله اليوم تزول والجبل يبقى".

وأكد أنه "هنا عندنا عدنا الى ارضنا وضيعنا، موقفنا العميق كان أولا إعادة بناء كل كنائسنا علامة على اننا واثقون بالمستقبل الذي هو لله، نريد العودة الى لبنان على أساس لبنان الآباء والأجداد، على أساس لبنان الجميع ولكرامة الجميع، فليبارك الرب هذا المقصد وهذا التوجه ولنكن كلنا متحدين متوحدين حول هذا الموقف الذي لا موقف سواه بالنسبة لمستقبل لا لبنان وحسب، بل للمنطقة كلها من حول لبنان، لن يكون لهذه المنطقة مستقبل إذا بقيت على بغض الواحد للآخر، والحذر الواحد من الآخر واضطهاد الواحد للآخر حتى من دين واحد وقومية واحدة، المستقبل في المنطقة بأسرها وفي العالم لن يقوم إلا على المصالحة إلا على التوافق والخير إلا على هذه النظرة الى انسانية منفتحة على نعمة السماء تنزل عليهم جميعا وتجعلهم كلهم أبناء الله، يحبون بعضهم بعضا ويقبلون بعضهم بعضا".