أكد الرئيس ال​فلسطين​ي ​محمود عباس​ أنّه "سبق واتخذنا القرارات في مجالسنا السابقة، في ما يتعلّق بأميركا والإحتلال الإسرائيلي، وحركة "حماس"، وآن الأوان لتنفيذها كاملة"، مشدّداً على أنّه "إذا مرَّ "​وعد بلفور​" فلن تمر "صفقة العصر"، التي تعتبر تتويجاً له، و​القدس​ وفلسطين ليستا للبيع، أو المساومة"، ونرفض الدولة ذات الحدود المؤقتة".

مواقف الرئيس الفلسطيني، جاءت خلال انعقاد أعمال ​الدورة​ الـ30 للمجلس المركزي الفلسطيني، تحت عنوان "الخان الأحمر والدفاع عن الثوابت الوطنية" في مقر ​الرئاسة الفلسطينية​ بمدينة ​رام الله​ في ​الضفة الغربية​ المحتلة، والتي تنعقد على مدى يومي أمس (الأحد) واليوم (الإثنين).

وبعد التأكد من النصاب القانوني المطلوب البالغ 71 عضواً، من أصل 143 يتشكّل منهم المجلس، تبيّن حضور بلغ 112.

وتكمن أهمية انعقاد هذه الدورة في مرحلة دقيقة تمر، وتُعتبر الأخطر في حياة ​الشعب الفلسطيني​، والهادفة إلى تصفية قضيته، وأيضاً بعد الخطاب التاريخي الذي ألقاه الرئيس عباس في الدورة الـ73 للأمم المتحدة، الذي شكّل محاور أساسية وطنية بوشرت مناقشتها في المجلس، وفي طليعتها الموقف من الإدارة الأميركية، ودور الولايات المتحدة في العملية السياسية، على اعتبارها وسيطاً غير نزيه.

وتحدّث الرئيس الفلسطيني على مدى 17 دقيقة، في الجلسة العلنية، التي نُقلت وقائعها عبر وسائل الإعلام، قبل أنْ تتحوّل إلى مغلقة، ألقى خلالها كلمة مطوّلة، استغرقت ساعة و20 دقيقة، استعرض فيها كافة الملفات بدقة وشفافية وشمولية، حيث كاشف فيها، أعضاء المجلس بخطورة المرحلة، والدور والآمال المعقودة عليهم، والقرارات الهامة التي تنتظرهم.

وأوضح الرئيس عباس أنّ "المرحلة التي نمر بها، قد تكون أخطر المراحل التي عاشها شعبنا الفلسطيني، وإنّنا أمام لحظة تاريخية إما أنْ نكون أو لا نكون"، مؤكداً "أنّنا مقبلون على قرارات غاية في الأهمية والصعوبة".

ودعا إلى "التوحّد خلف "منظّمة التحرير الفلسطينية"، الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا في كافة أماكن تواجده"، وطالب بـ"التمسّك بالوحدة والترفّع عن الجراح، والوقوف جميعاً في خندق الدفاع عن أحلامنا، وآمالنا، لنعزّز صمودنا ونتمسّك بثوابت الشهداء والأسرى والجرحى، وثوابت اللجوء وحق العودة، ثوابت أطفالنا وشبابنا"، مؤكداً "أنّنا سنبقى صامدين على أرضنا، ومتمسّكين بحقوقنا وثوابتنا، ولن تزحزحنا أي قوّة على الأرض، ولن نكرّر ما جرى في 1948 و1967".

وجدّد الرئيس "أبو مازن" تأكيد أنّه "لا دولة في قطاع غزّة، ولا دولة دون غزّة"، مشدّداً على أنّ "القدس الشرقية عاصمتنا ولن نقبل بمقولة "عاصمة في القدس أو القدس عاصمة لدولتين"، لأنّ فلسطين والقدس ليستا للبيع أو المساومة، ونرفض الدولة ذات الحدود المؤقتة".

وأوضح أنّ "رواتب شهدائنا وأسرانا وجرحانا خط أحمر، والاستيطان منذ الحجر الأوّل غير شرعي"، مجدّداً رفض "صفقة العصر".

وقال: "إذا مرَّ "وعد بلفور" فلن تمر "صفقة العصر"، فنحن الكنعانيين أصحاب هذه الأرض، وُلِدنا عليها، وسنعيش فوقها، وسندفن تحت ترابها المقدّس، وليعلم العالم أجمع أنّه لم يولد، ولن يولد مَنْ يتنازل عن حقوقنا وثوابتنا التي أقرّتها الشرعية الدولية".

وأشار الرئيس الفلسطيني إلى "أنّنا لقد سبق، واتخذنا القرارات في مجالسنا السابقة في ما يتعلّق بأميركا والإحتلال الإسرائيلي وحركة "حماس"، وآن الأوان لتنفيذها كافة".

وسبقت ذلك، كلمة لرئيس المجلس الوطني الفلسطيني ​سليم الزعنون​.

كما تحدّث رئيس مجلس قروي الخان الأحمر عيد أبو داهوك.

وكانت الجلسة الافتتاحية للمجلس قد استهلّت بالنشيد الوطني الفلسطيني، فالوقوف دقيقة صمت، وقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء، وعشرٍ من ​القرآن الكريم​.

وسيناقش أعضاء المؤتمر اليوم، جدول الأعمال الذي يتمحور حول: ملفات القدس والتوسّع الاستيطاني، وما تتعرّض له القضية الفلسطينية من هجمة شرسة تستهدف المشروع الوطني الفلسطيني، والحقوق المشروعة، في العودة، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها مدينة القدس، و​المقاومة الشعبية​ ومواجهة جرائم الإحتلال والخان الأحمر ومسيرات مقاومة الجدار والاستيطان ومسيرات العودة في الضفة الغربية وقطاع غزّة والحصار الإسرائيلي ووضع "​الأونروا​" و​اللاجئين​ في الوطن والشتات خصوصاً في ​لبنان​ وسوريا.

هذا فضلاً عن مناقشة إزالة أسباب الانقسام وتحقيق المصالحة الوطنية واستهداف الأسرى والمعتقلين وعائلات الشهداء.

وكان الرئيس عباس قد استقبل في مقر الرئاسة برام الله، مبعوث سلطان عُمان، المستشار سالم بن حبيب العميري، بحضور أمين سر اللجنة المركزية لحركة "فتح" ​اللواء​ ​جبريل الرجوب​.

وسلّم العميري إلى الرئيس عباس، رسالة من السلطان قابوس، شكره فيها على زيارته الهامة للسلطنة، التي أكدت عمق العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين، وحرص الجانبين على تعزيزها وتوطيدها.

بدوره، رحّب الرئيس عباس بمبعوث السلطان قابوس في بلده الثاني فلسطين، مثمّناً حفاوة الاستقبال التي لقيها خلال زيارته لسلطنة عُمان الأسبوع الماضي.

وأشاد الرئيس عباس بالدعم الكبير، الذي قدّمته وتقدّمه السلطنة للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة على الصعد كافة، معرباً عن حرص فلسطين وقيادتها على تعزيز التنسيق والتعاون المشترك في سبيل خدمة القضية الفلسطينية وقضايا الأمة العربية.

وكان السلطان قابوس قد استقبل الرئيس عباس، قبيل استقباله رئيس حكومة الإحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في زيارة علنية هي الأولى منذ العام 1996 من نوعها، إلى ​سلطنة عمان​ الجمعة الماضي.