اعتبر رئيس اساقفة دمشق مطران ​الموارنة​ سمير نصار، في رسالة الميلاد، انه "يبدو ان ​الحرب السورية​ هي المأساة الاكبر التي شهدها العالم منذ الحرب العالمية الثانية"، مشيرا الى انه "بعد تراجع ​العنف​، طوى العالم الصفحة وتخلّى عن سوريا لتتخبط في مأساتها"، ولفت الى ان "المشهد في سوريا فوضوي فقد قتل 600 ألف شخص، العدد الاكبر منهم دفن في مقابر جماعية، ما أدخل عائلاتنا السورية في الحداد وعدم الاستقرار النفسي، كما ان مئتي الف شخص هم مفقودون من بينهم مطرانين وأربعة رهبان، وهو ما يعتبر كابوساً على الاهل، الاصدقاء والكنيسة، الذين يجهلون مصير احبائهم"، مضيفا ان "13 مليون من السوريين هجّر من ارضه، وهي نتيجة ثقيلة جراء الحرب العالمية التي شنّت على سوريا، فالمجتمع يعاني من القلق والمرارة والضياع، الشعب متفرّق ومستقبله مجهول، 95 ألف شخص أصيب بالاعاقة، إما بالشلل او ببتر ايديهم او ارجلهم، في وطن غير مهيأ وحده لمعالجة هكذا مشاكل شائكة، نفسية وطبية واجتماعية".

واضاف نصّار في رسالته، ان "حوالي مليونين وخمسمئة الف وحدة سكنية دمّرت، ويعيق الدمار الكبير، ​اللاجئين​ من العودة ويفاقم مشكلة السكن، من دون ان نحسب المناطق الصناعية المهجورة و​البنى التحتية​ المدمرة، كما الحصار المفروض على سوريا والذي يخنق ​الاقتصاد​ ، ويؤثر على الشعب الذي حرم من دعم المغتربين السوريين في العالم، فضلا عن انهيار ​الليرة السورية​، التضخم وهجرة ​الشباب​ السوري"، مؤكدا ان "من السهل جداً تدمير وطن ولكن من الصعب اعادة اعماره، ويبقى الطريق طويلا امام السوريين المزوّدين فقط بالامل".

وأّكد نصار، ان "أمام هذا الخراب، لا تقف الكنيسة في سوريا متفرّجة، على الرغم من محدودية امكاناتها، فهي تساهم اولا بالدعم المعنوي كما تساهم في مجالات الدعم الطبي والتعليم، ورعاية الشباب، وتقوم ايضا بالرعاية العائلية ودعم الشرائح الاكثر ضعفاً، وتقوم الكنيسة بكل هذه الواجبات بروح المسامحة والمصالحة".

وختم نصّار رسالته بالتأكيد انه "إذا العالم نسي سوريا لن يسمح الرب للقارب ان يغرق، شاكرا كل من يشارك الكنيسة ب​الصلاة​ لأجل سوريا، أمام ​السيد المسيح​ ملك السلام، ميلاد مجيد وعام سعيد".

"ترجمة النشرة"