لم تعد ​مشكلة النفايات​ التي تواجه منطقة ​ساحل المتن​ وتحديداً منطقة الجديدة البوشرية-السدّ عاديّة أو تحتمل التأجيل، فرسمياً هذه المنطقة باتت تصنّف "بالمنكوبة" لجهة البحر الذي احتوى نفايات جبل ​برج حمود​ بعد رميها في البحر. اليوم تعود بلديّة الجديدة-البوشرية لتطرح حلولاً جديدة ل​أزمة النفايات​ خلاصتها إعتماد خيار "المحارق"!.

مواقع مقترحة

في التفاصيل دعت البلدية المذكورة منذ شهر تقريباُ الى إجتماع لأهالي البلدة لعرض مشروع لحلّ أزمة النفايات يعتمد بشكل أساسي على التفكّك الحراري. وهنا تشير مصادر مطّلعة الى أن "دراسة المشروع تطرّقت الى أهمية استخدام التفكك الحراري الذي يسمح بالاستفادة منه ويقلص بنسبة 90% من الكميات المرسلة الى المطامر"، مضيفة: "الدراسة شدّدت على أنّ عملية اعادة تدوير النفايات لا تغطي بشكل فعّال جميع أنواع القُمامة وتتطلب استخدام عناصر ملوّثة ومعدّات باهظة الثمن واستهلاكا عاليا للطاقة"، مشيرة الى أنه "وخلال اللقاء عُرض موقعين مقترحين ولا يزالان قيد الدرس لإقامة المشروع، إما في منطقة الكسارات في نهر الموت أو على الاملاك البحريّة على الشاطئ في الجديدة، أي العقار الذي يحمل رقم 245 من منطقة الجديدة العقارية ومساحته تبلغ 12000 متر مربع، أو العقار الثاني من ضمن المنطقة المستصلحة ومساحته 21.000 متر مربع".

مشروع "محرقة"

يختصر رئيس ​بلدية الجديدة​ ​أنطوان جبارة​ الحديث عبر "​النشرة​"، بالقول "لا زلنا في طور درس المشروع ولم يحدد الموقع له، بل سنقوم بدراسة أثر بيئي للموقعين المقترحين"، مشيراً الى أننا "وصلنا بين عامي 2018 و2019 الى طرق حديثة تعتمد على التفكّك الحراري وإذا أرادوا تسميتها "بالمحرقة" فليكن"، مؤكداً أننا "بالكلام والنقاش دعونا الناس الى الاجتماع وعرضنا عليهم الحل"، مضيفا: "إذا كان هناك من أفكار أخرى أقلّ ضرراً فليتقدموا بها لندرسها".

أما الاخصائيّة في الادارة البيئيّة في الجامعة الاميركيّة سمر خليل فتؤكد أن "المشروع المنوي اقامته في الجديدة هو مشروع اقامة "محرقة"، مشيرة الى أنها "ستكون مخصّصة لتستوعب 150 طن من النفايّات وبالتأكيد هذه الكميّة أكبر من الحجم الذي تنتجه منطقة الجديدة وبالتالي ستكون مخصصة لتستوعب نفايات بلدات أخرى مجاورة".

وتشرح سمر خليل أن "المحارق ينتج عنها مواد مُسَرْطنة وهي تنتشر في الجوّ ولا تتفكّك، إضافة الى الرماد السام الذي سيخرج من الفلاتر وهذه المادة خطرة وليس لدينا مطامر لها"، وتتابع، "إضافة الى هذا كلّه لا أحد يفكّر أن المحرقة المنوي اقامتها في منطقة الجديدة بعيدة حوالي 15 كلم عن المحرقة المنوي إقامتها في منطقة المدوّر في بيروت وهذه المسألة خطيرة وتحتاج الى اعادة النظر بها وبضررها".

لا شكّ أن مشروع التفكّك الحراري المنوي إقامته في منطقة الجديدة ليس مجرّد طرح تقدّمت به البلديّة، وإلا لما كانت دعت الاهالي الى إجتماع وطرحت عليهم مشروعاً كاملاً في هذا المجال، ليبقى السؤال: اذا كان فعلاً المشروع المقترح هو "محرقة" والعمل جدّي على اقامته فكيف ستكون ردّة فعل الاهالي؟ وهل تتحمّل منطقة الجديدة هذه المحرقة وهي البلدة التي باتت محاصرة بالتلوّث من داخلها بعد عدم إيجاد حلّ للنفايات، ومن البحر بوجود جبل القُمامة في برج حمود ورمي القاذورات في البحر؟! فهل سيمرّ هذا المشروع أم سيتم التصدّي له كما حصل في بيت مري؟!