علمت "الأخبار" انه قبل أيام من عيد الاستقلال، رفض لبنان استلام هبة ذخائر مقدّمة من ​وزارة الدفاع الروسية​، تضم ملايين الطلقات متعددة العيارات لبنادق رشاشة ومتوسطة (ثمنها نحو خمسة ملايين دولار، بالإضافة إلى أعتدة وصواعق و​متفجرات​)، بذريعة أن الأعيرة المقدّمة لا تتناسب مع الأسلحة التي يستخدمها ​الجيش اللبناني​، والتي تتطابق مع أعيرة حلف الناتو. علماً أن الجيش يملك عشرات آلاف بنادق كلاشنيكوف الروسية ورشاشات PKS المتوسطة، وبالتالي يحتاج هذه الذخائر.

ولفتت إلى ان "رسالة التبرير التي أرسلت إلى الجانب الروسي تخفي قراراً سياسياً لبنانياً، غير معروف المصدر حتى الآن، لكنّه يصبّ في خانة وضع الجيش اللبناني في أحضان التسليح الأميركي حصراً، وعزله عن أي مصدر تسليحي خارج دول حلف الناتو".

يذكر ان القرار الروسي بتقديم الهبة للجيش لم يكن قراراً روسياً ذاتياً، بل حصيلة محطتين، أوّلها بعدما تقدّم الجانب اللبناني إبان ما سمي حينها ب​الهبة السعودية​ لشراء الأسلحة بلائحة متطلبات من الجانب الروسي، وفي محطة ثانية خلال زيارة وزير الدفاع ​يعقوب الصراف​ إلى موسكو في العام الماضي وعرضه لحاجات الجيش. وعلى هذا الأساس، قرّر ​الجيش الروسي​ تقديم هبة عينية للجيش اللبناني، تكون بمثابة هدية أولى تمهيداً لبداية مسار من التعاون العسكري تنفيذاً لاتفاقية التعاون العسكري التقني الموقعة، وتأسيساً لاتفاقية التعاون العسكري التي كان من المفترض أن توقّع قبل ​الانتخابات النيابية​ في شهر نيسان، قبل أن ينجح الأميركيون والبريطانيون في إقناع رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ بمنع توقيعها.