رأى الوزير السابق ​سجعان قزي​ أنه "إذا أردنا الذهاب سياسياً في اتّجاه الأفكار الطوباوية، تواجهنا صعوبة في إيجاد منفذ الى الواقع. فالصراع الدائر في المنطقة هو أكبر من رغبة اللّبنانيين في إيجاد رؤية لبنانية موحّدة حوله، خصوصاً أن القادة اللّبنانيين يرتبطون ارتباطاً وثيقاً بالمحاور العربية والإقليمية كما هو معروف".

وفي حديث الى وكالة "أخبار اليوم"، شدد قزي على أن "في الإطار الحالي، نجد أن الموضوع اللبناني غير مرتبط بالصراع العربي - الإسرائيلي بقدر ما هو مرتبط بالصراع السعودي - الإيراني والأميركي - الإيراني الذي سيشهد تطورات نوعية في وقت قريب، خصوصاً على الساحة السورية. أما بشأن إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي ​بنيامين نتانياهو​ أنه سيزور المزيد من ​الدول العربية​، ف​القضية الفلسطينية​ جرت تصفيتها منذ أن كان الفلسطينيون في ​شارع الحمرا​ وفي ​طريق الجديدة​ وقصقص، كما في صيدا وصور، بدلاً من أن يكونوا في القدس ويافا وحيفا وتل أبيب. كما تمّت التصفية الحقيقية للقضية الفلسطينية في اتفاقات "أوسلو" و"مدريد" وما تبِعَها".

ولفت قزي الى "أنني أستطيع التأكيد أن لبنان هو البلد الوحيد، وأشدّد على كلمة الوحيد بين الدول العربية، الذي ليست له علاقات مع إسرائيل. أما الدول العربية الأخرى، فهي تنقسم الى ثلاثة أقسام، وهي: دول لها علاقات ديبلوماسية مُعلنة مع إسرائيل، دول لها علاقات تجارية واقتصادية معها من دون علاقات دبلوماسية، دول ليس لها علاقات ديبلوماسية، ولكن لديها إتّصالات أمنية وإستخباراتية مع إسرائيل".

وأشار الى أنه "بالتالي، كل المزايدات التي تحصل حول القضية الفلسطينية لا تنفع ولم تَعُد تُصدّق. وأعتقد بأن لبنان هو الدولة التي أخلصت للقضية الفلسطينية أكثر من أي دولة أخرى. وفي لبنان، كان المسيحيون في شكل خاص روّاد الدفاع عن القضية الفلسطينية. ولذلك، نحن اليوم لا نخاف شيئاً في ما يتعلّق بنا طالما أن أهل القتيل قبلوا بما حصل".

وعن رأيه بالملف الحكومي اللّبناني، وبإمكانية اعتبار أن توزير نائب من "اللقاء التشاوري" هو مجرّد هزيمة تكتيكية داخلية أمام "حزب الله"، أشار قزي الى "أنني لا أدخل في هذه التفاصيل، وهي ليست جوهر الأزمة الحكومية في لبنان، بل إن جوهر الأزمة يكمن في أن لبنان هو رهينة في الصراع الأميركي - السعودي من جهة، والإيراني - السوري من جهة أخرى. أما الحديث عن نواب سنّة أو شيعة أو غيرهم، فكلّ ذلك هو تعمية على الحقيقة".