يشكو باسل. م. وهو والد أحد الأولاد في إحدى المدارس من الفلتان السائد هذه الأيام، فالقيم التي يريد المرء أن ينقلها الى أولاده يواجه فيها صعوبة في هذا الوقت، خصوصاً في عدم تطبيق القوانين. يقول "كيف للإنسان أن يمنع أحد أولاده عن شيء ما هو ممنوع قانوناً كارتياد الأماكن التي تقدّم الكحول دون حدود، إذا كان كلّ أصحابه يرتادونها وينظمون فيها سهرات وعلى مرأى من الجميع ومن الدولة ولكن دون حسيب أو رقيب".

الكحول للقاصرين؟!

"بالمختصر أقام طلاب صف البكالوريا بمدرسة شهيرة مؤخراً سهرة في أحد الأماكن المعروفة في البيال"، يقول باسل، لافتا الى أن "تكلفة دخول الشخص الواحد وصلت الى سبعين دولاراً لـOpen Primium Bar، أي مقابل مشروب مفتوح يتضمّن أجود أنواع الكحول"، مشيراً الى أن "الحفلة الّتي تضمنت المشروبات الروحيّة المفتوحة، أحياها منسّق موسيقى حضر لإحيائها من خارج لبنان، ولا نعرف إذا كان لمرّة واحدة فقط أو أن أصحاب المكان يتعاقدون معه بالإجمال"، ونسأل "هل مسموح أن يدخل أولاد تحت سنّ الـ18هكذا أمكنة لاحتساء المشروبا حتى الثمالة"؟!.

القانون يمنع

بحسب المرسوم الذي يحمل رقم 12222 الصادر بتاريخ 11 آذار سنة 1963 يمنع الأشخاص من الجنسين الذين لم يتمّوا الثامنة عشر من عمرهم دخول الحانات والمرابع على أنواعها ليل نهار، وفي 7 تشرين الثاني 2018 أعاد وزير السياحة في حكومة تصريف الاعمال ​أواديس كيدانيان​ الطلب من المؤسّسات السيّاحية التقيّد بالمرسوم وعدم إدخال القاصرين الى الحانات والمرابع، وعدم تقديم المشروبات الروحيّة لهم في المطاعم، والاعلان عن هذه التدابير بشكل واضح خارج المؤسسة وداخلها، تحت طائلة المسؤوليّة. وهنا يشير باسل الى أننا "تقدمنا بإخبار الى القوى الأمنيّة عن هذه السهرة خوفاً على مستقبل أولادنا فقط لا غير، ولا ندري ما حصل وكل ما نعرفه أن السهرة حصلت وكأنّ شيئًا لم يكن".

القوى الامنية تحركت

إلا أن مصادر في ​قوى الأمن الداخلي​ أكّدت أنه "وصل الى العلاقات العامة في قوى الأمن الداخلي هذا الإخبار وبالتنسيق مع شرطة السياحة في قوى الأمن توجهت دوريّة ونظّم ​محضر ضبط​ بحق صاحب المكان"، مضيفةً: "​قوى الامن الداخلي​ نظمت عدّة محاضر ضبط بحق الملاهي الليليّة وأصحاب المطاعم الذين يدخلون قاصرين ويقدمون لهم المشروب، ولكن يهمنا أيضاً أن نعرف مسبقاً بالأمور، أي أن نبلغ بالمسألة ليس في لحظة حصول السهرة، لأن عديد قوى الأمن الداخلي قليل، ودورياتنا لا تكفي لنغطي المناطق كافة في اللحظة نفسها"، داعية "المواطنين الى مساعدة القوى الأمنية والتبليغ مسبقاً عن هكذا أنواع من السهرات ونحن نتولى الباقي".

إذاً، الحفلة المذكورة التي دخلها أولاد تحت السنّ واحتسى فيها هؤلاء ​المشروبات الروحية​ حصلت، والقوى الامنيّة سطّرت محضر ضبط، فلماذا لم يتم الغاء السهرة إذا كانت تحتوي على هذا العدد من القاصرين الذين تناولوا الكحول؟!.