أكد بطريرك ​الروم الكاثوليك​ ​يوسف العبسي​ أن "كنيستنا الملكية تحمل رسالة، وكنيستنا التي في ​بيروت​ تحمل هذه الرسالة بنوع خاص بمقدار ما للعاصمة من خصوصية بالنسبة الى سائر المدن، وما بالك اذا كانت العاصمة بيروت. الرسالة هي أن نكون من نحن، وأن نكون نحن والآخرون. هكذا نعيش ​الانجيل​، وهكذا نشهد للرب ​يسوع المسيح​. وهذه الكاتدرائية التي تقوم بين كنائس ومساجد هي خير صورة لهذه الرسالة، هذه الكاتدرائية التي رفعت على اسم النبي ايليا الذي يكرمه الكل ويذكره في الدعوة إلى الاله الواحد الحق الحي، التي حمل ايليا لواءها بغيرة وشجاعة".

وخلال ترؤسه احتفال تنصيب وتولية راعي أبرشية بيروت وجبيل وتوابعهما للروم الملكيين الكاثوليك الجديد المتروبوليت ​جورج بقعوني​ في كاتدرائية النبي ايليا في ​ساحة النجمة​، بمشاركة المطران كيرللس بسترس، اوضح العبسي أنه "يطيب لي في هذا اليوم المبارك أن أزف بالابتهاج إلى أبرشية بيروت المحروسة والمحبوبة من الله راعيها الجديد، ورئيس كهنتها السادس عشر، المتروبوليت جورج بقعوني الجزيل الاحترام، الذي اختاره الروح ​القدس​ وسينودس كنيستنا الرومية الملكية الكاثوليكية ليخلف في الخدمة والرسالة سيادة المتروبوليت ​كيرلس سليم بسترس​ الجزيل الوقار وكوكبة من المطارنة الذين تعاقبوا على خدمة هذه الابرشية العريقة بأمانة وغيرة، وأناروا كنيستنا الملكية بفضيلتهم وعلمهم".

ولفت الى أنه "يطيب لي أن أضع سيادة الأخ المتروبوليت جورج وديعة بين أيدي أبنائنا الكهنة والرهبان والراهبات والمؤمنين، طالبا منهم أن يلتفوا حوله، أن يحملوه في قلوبهم وصلواتهم. ف​الراعي​ يتقوى ويطمئن ويفرح بالتفاف الرعية حوله. كما أنني أضعهم هم أيضا وديعة بين يدي سيادته لأن الرعية أيضا تتقوى وتطمئن وتفرح بسهر راعيها عليها. نجاح العمل الرعوي مرهون بوحدة الراعي والرعية معا، فلنحافظ على هذه الوحدة التي وصى بها وصلى من أجلها الرب يسوع المسيح".

ولفت الى أن "الراعي هو للجميع، كله لكل واحد من أبنائه، للفقير والغني، للخاطىء البار، للضعيف والسليم، للبعيد والقريب. لا يستطيع الراعي أن يكون لهذا من دون ذاك، رغم أنه في وقت من الاوقات يذهب في طلب الخروف الضال ويذبح العجل المسمن للابن الضال ويبحث عن الدرهم الضائع. في المقابل، لا يستطيع احد، فردا كان أم جماعة، أن يحتكر الراعي لنفسه. الفئوية من اي طرف كانت تخرب الرعية".

وأشار الى انه "عندما نتكلم عن الراعي، نتكلم أيضا عن الذين يشاركونه في الرعاية، اولادنا الكهنة المحبوبين في الرب الذين لهم كل التقدير والشكر. إنهم يؤلفون مع الراعي جسما واحدا متناسقا ومتضامنا، منيعا على أي اختراق، من الداخل كان أم من الخارج، لعلمنا بأن تصدع الرعية وانهيارها من تصدع الجسم الاكليريكي وانهياره، ولعلمنا بأن الايجابية تبني، والسلبية تهدم".

ولفت الى أنه "باسم سينودس كنيستنا وباسمي الشخصي، أشكر كل الشكر سيادة الاخ المتروبوليت كيرلس سليم بسترس على الخدمة الناصعة والنزيهة، بالسيرة الحميدة والضمير الصالح، التي خدم بها أبرشية بيروت بتفان ومحبة وإنسانية، مانحا لها أجمل ما عنده، وعلى العمران الذي رفعه فيها غير عابىء بالتعب. كافأه الله ب​الصحة​ وطول العمر وبالنعم الالهية الغزيرة. وباسم سينودس كنيستنا وباسمي أهنئ ابناءنا البيروتيين بابنهم ومطرانهم، الذي عرفوه في مدينتهم وابرشيتهم اكليريكيا وكاهنا وقيما عاما ورئيسا للاكليريكية البطريكية، وخصوصا مرافقا ومرشدا للشبيبة. وأشكركم وأشكر جميع الحاضرين على استقبالكم لمطرانكم الجديد".