ركّز منسق مكتب راعوية الزواج والعائلة في الدائرة ​البطريركية المارونية​ الأباتي سمعان أبو عبدو، على أنّ "أمام المتغيّرات الجذريّة العديدة الّتي طرأت على حياة العائلة اليوم، وجعلتها تواجه تحدّيات كثيرة: إقتصادية وعلاقاتية ونفسية واجتماعية وروحية، تعرّض وحدة الأُسَر لخطر حقيقي، بات على الكنيسة أن تنظر عن كثب وبعين الأم والمعلمة، إلى العائلات في مراحل تأسيسها ونموّها وصعوباتها، باذلةً قصارى جهدها كي تبقى العائلة موحّدة وتقوم بدورها ورسالتها الرياديّين في بناء الإنسان والمجتمع والكنيسة".

ولفت خلال ندوة صحافية عقدها مكتب راعوية الزواج والعائلة في الدائرة ​البطريركية المارونية​، في ​​المركز الكاثوليكي للإعلام​​، بدعوة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام، أطلق خلالها كتاب "الدليل الموحّد، نحو مراكز إصغاء ومرافقة متخصّصة"، إلى أنّه "لمّا كان مكتب راعوية الزواج والعائلة في الدائرة البطريركية المارونية وعملًا بتوجيهات وتوصيات البطريرك الماروني الكاردينال ​مار بشارة بطرس الراعي​، يُتابع مهامه في خدمة العائلة والعمل على وحدتها وديمومتها، ويعمل منذ أربع سنوات على موضوع الإصغاء والمرافقة والوساطة العائلية، وبعد إجراء عدّة خلوات، نطلق معكم اليوم مولودنا الجديد، "الدليل المُوحّد، نحو مراكز إصغاء ومرافقة متخصّصة"".

وأكّد أبو عبدو أنّ "الكتاب هو عصارة ساعاتٍ طويلةٍ من التفكير والحوار وتبادل الخبرات، بين مجموعة كبيرة من العاملين والعاملات في مراكز الإصغاء، والأخصائيين والمُعالجين النفسيّين والكهنة"، منوّهًا إلى أنّ "هدفُه المنشود هو وضع تصوّر شامل لمركز إصغاء ومرافقة عائلية نموذجي يُواكب عن كثب التحدّيات الزوجية والعائلية في عالمنا المعاصر، ويُساهم في مرافقة متخصّصة جدية وواعية لشؤون وشجون العائلات عامّةً، ولهموم العائلات المُتعثّرة، سعيًا إلى ترميم ما قد تشوّه علائقيًّا وإلى بلسمة الجراح المصابة بها الشّراكة الزوجية".

وأوضح أنّ "من شأن هذا الدليل أن ينير الطريق للوصول إلى الهدف المنشود من خلال تأسيس مركز إصغاء ومرافقة ووساطة زوجية ذات مقاربة شاملة تجمع ما بين البعد الروحي والراعوي والعلمي والاجتماعي. كما يسعى هذا الدليل إلى توضيح آلية بناء هيكلية متخصّصة ومتطوّرة ذات معايير ومواصفات نموذجيّة، توفّر الاستشارات الزوجية والعائلية والمرافقة للعائلات في وقت الأزمات ومعالجة المشاكل، وإستعادة الرّوابط العائلية ما بين أفراد العائلة الواحدة".

أمّا مدير المركز الكاثوليكي للإعلام الخوري ​عبده أبو كسم​، فنوّه إلى "أنّنا نلتقي اليوم حول العائلة ومن يمثّلها في كنيستنا المارونية، عنيت مكتب راعواية الزواج والعائلة، هذا المركز الّذي يدفع قدمًا في إيجاد آلية موّحدة لإنشاء مراكز الإصغاء والمرافقة في مختلف الأبرشيات في ​لبنان​"، مشيرًا إلى أنّ "هذا الدليل الّذي أطلق هو علامة رجاء في مآسي العائلات الّتي تعيش في جحيم التشرذم والتفكّك، فتأتي مراكز الإصغاء لتحضن الأزواج المتعثّرين وتجري المصالحات أو تنظّم الخلافات فيما لو لم تنجج في محاولاتها الإصلاحية. أنتم الجنود المجهولون، وحراس العائلة، على مثال ​القديس يوسف​".

وتوجّه إلى أرباب العائلات قائلًا "أنتم شركاء الرب في مشروع الخليقة، لا تدعوا المادة ولا الإغراءات ولا المال ولا الشهوات تتسلّل إلى بيوتكم. حافظوا عليها، حافظوا على أولادكم من خلال شهادتكم الطيّبة في حياتكم المشتركة"، مبيّنًا أنّ "الأولاد يتأثرون بأبائهم وأمهاتهم، كونوا المثل الصالح ولا تدعوا المشاكل تتراكم بينكم، ولا تغرب الشمس على خلافاتكم وغضبكم، فلكلّ مشكلة حلّ، هذا إن عرفتم أن تعزّزوا حبّكم كلّ يوم، وأن تتسامحوا مع بعضكم، وتجدّدوا كلّ يوم عهدكم الأبوي الذي تعهدتموه أمام الله".