رعا رئيس الجمهورية ​ميشال عون​ وال​لبنان​ية الاولى السيدة ​ناديا الشامي عون​ الحفل الميلادي السنوي في ​القصر الجمهوري​ في بعبدا، والذي حمل هذا العام عنوان "لبنان الميلاد".

وكان الحفل الميلادي قد بدأ مع دخول الرئيس عون والسيدة ناديا الشامي عون قاعة 25 ايار في القصر، التي ازدانت بديكور خاص للمناسبة حمل طابعاً مميزاً مستوحى من اجواء لبنان في الميلاد عبر حقب مختلفة من تاريخه المعاصر.

وحضر الحفل نائب رئيس حكومة تصريف الاعمال ​غسان حاصباني​، وعدد من الوزراء والنواب والقائم باعمال ​السفارة البابوية​ في لبنان المونسنيور ​ايفان سانتوس​ وسفراء دول عربية واجنبية معتمدين في لبنان، وعميد السلك القنصلي جوزف حبيس، واركان الجسم القضائي، وقادة الاجهزة العسكرية والامنية، ومدراء عامون، اضافة الى افراد عائلة رئيس الجمهورية وكبار المستشارين والموظفين في القصر الجمهوري.

والحفل الميلادي الخاص لهذه السنة عبارة عن مشهدية موسيقية ترنيمية تحكي قصة لبنان والميلاد، من خلال سيرة انسان ولد مع ولادة ​الاستقلال​. بدايتها مع لبنان الاربعينات، واحتفالات ساحة الضيعة وبساطة المائدة الميلادية والاجواء العائلية العابقة بالصلوات وقداس منتصف الليل.

وانتقلت الصورة بعد ذلك الى الخمسينيات، حيث بدأ عود الوطن الطري يشتد وصارت ​بيروت​ العاصمة مركز استقطاب لشبابه واحلامهم، فانتقلوا اليها وانتقل معهم الميلاد الذي حافظ على بساطة احتفالاته وعلى روحانيته. ثم كان العبور الى لبنان الستينيات، لبنان الطموح، لبنان الشباب الذي يخطط واثقا لمستقبله، لبنان الثقافة والعلم والفنون والمسارح وقبلة انظار محيطه. ومع هذا التطور، غدت احتفالات الميلاد تحاكي تألق الوطن واشعاعه. واتى زمن السبعينات، وفي بدايته استمر التألق لا سيما في بيروت وشارع الحمراء الذي كان مقصدا للمثقفين والمفكرين والفنانين كما لطموحات الشباب. واصبح بطل المشهدية ربّاً لعائلة تعيّد الميلاد في منزلها تحت اضواء شارع الحمراء.

وبين السبعينات والثمانينات عصفت رياح الحرب والتهجير و​الهجرة​، فغاب احباء وانطفأت انوار. وبين حيرة الهجرة او البقاء، اعتبر بطل المشهدية انّ لبنان يستحق ان نتشبّث به ونضحّي لأجله. وميلاد تلك السنوات الصعبة حمل ايمانا اكبر، على ضوء الشمعة وتحت نجمة الصبح، ومع اصداء المدافع بقي الرجاء بولادة جديدة مع طفل المغارة.

وفي التسعينات، توقّف المدفع وانتهت الحرب، وعلى الرغم من كل الآلام لم تنطفىء شعلة الامل. عاد الفرح يتسلل الى ميلاد لبنان سنة بعد سنة، وارتفعت الاشجار وتزينت القرى والشوارع ترحّب بطفل المغارة. وحان وقت تسليم امانة الوطن والارض والثقافة والتقاليد والاعياد من جيل الى جيل، لتبقى هي جامعة اللبنانيين على الخير وتبقي شعلة الرجاء متوهجة.

وتعود فكرة حفل "لبنان الميلاد" الى الممثل والكاتب المسرحي جورج خباز، بادارة فنية وقيادة للاوركسترا الفيلهارمونية اللبنانية للمايسترو هاروت فازليان. كتب السيناريو له وقدّمه راوياً الشاعر ​حبيب يونس​، وقام بإخراجه الممثل غبريال يمين.

كما تضمّن الحفل اغان ميلادية بلغات متعددة، توزعت على مختلف الحقب التاريخية التي تم استعراضها، وادّتها السوبرانو ماري جو ابي ناصيف، بالاشتراك مع جوقة "الصوت العتيق" وجوقة الاطفال التابعة للمدرسة الموسيقية في ​الجامعة الانطونية​ بقيادة السيدة نيللي معتوق، واداء منفرد لكل من جهاد شمالي وزينة فارس. وشارك في الحفل راقصون من معهد شارل ماكريس للرقص، وقام باداء الادوار التمثيلية كل من: اوليفر علاّم، نينا ابو فاضل، انطوني حصروني، نادر بركات، فاطمة خليل، كريم حويك، سينتيا كركي، تيا فازليان، ايليا شاميشيان، كارلا جبيلي، واندرو كنج.

واختتم الحفل بنشيد "يسوع بليلة ميلادك"، للشاعر حبيب يونس.

وفي الختام، تلقى رئيس الجمهورية واللبنانية الأولى تهاني الحضور بالعيد، واقيم حفل كوكتيل في المناسبة.