لم تقف عجائب ​القديس شربل​ عند حدود الزمان والمكان، فهذا الراهب القديس الذي اسلم الروح في 24 كانون الأول ليبدأ حياته في السماء، ويفتح بابها على دير مار مارون-عنّايا، فلم يعد من المستحيل التواصل بين الأرض والسماء. وكل من زار منزل القديس القديم في ​بقاعكفرا​ الّذي تحوّل كنيسة، أو زار عنّايا وطلب شفاعته، لا يعود خائبًا فهو "الملاك الحارس" لنا...

"لليلة ​الميلاد​ أهميّة خاصة، ليس فقط لأنها ليلة ميلاد المخلص بل لأنه في هذه الليلة ولد شربل في السماء". هذا ما يشرحه المسؤول عن سجل العجائب في ​دير مار مارون عنايا​ الأب ​لويس مطر​: "هذا العيد يدمج بين اثنين إنسان صعد الى السماء وربّ نزل الى أرضنا، وكلّ هذا يختصر بكلمتين "الكلمة صار جسداً وحلّ فينا ليرفعنا الى عالم الألوهة".

لشربل عجائب كثيرة إجترحها منذ ميلاده في السماء وهي تزداد يوماً بعد آخر. يولاند خيرالله واحدة من اللواتي نلن نعمة وبركة القديس شربل. وتروي أنها "وفي شهر أيلول الماضي شعرت بآلام حادة فقصدت طبيب العائلة الذي طلب مني إجراء فحوصات طبية على الفور، ليتبيّن بعد إجرائها أنني اعاني من "المرارة" التي تستوجب إجراء جراحة بشكل فوري"، وتشير الى أنه "وفي 16 أيلول رشح تمثال القديس شربل في الكحّالة زيتاً وزرت المكان برفقة صديقتي"، وصلّت بكل خشوع وطلبت من شربل مرافقتها عبر شفائها أو البقاء معها في الجراحة.

​​​​​​​

تلفت يولاند الى أن "الأمور بقيت على حالها حتى السابع من تشرين الأول الفائت حين طلب مني الطبيب إجراء صورة أشعة من جديد لتبيّن بعدها إختفاء "المرارة" بالكامل". وهنا يلفت الاب لويس مطر الى أن "طرق الشفاءات تتم بوسائل مختلفة: إما باستعمال الزيت المقدّس، أو البخور، أو قطعة قماش لمست جسد القديس شربل، أو تراب من على قبره، أو ​الصلاة​ اينما كنا، ففي كل مرة يتضرعون لشربل، يجدونه، من ​لبنان​ الى أقاصي الارض". هكذا يختصر الاب لويس مطر القصّة، لافتا الى أن "شربل أتقن في حياته اللغتين العربية والسريانية، أما اليوم فبات يتكلم كل لغات العالم، وبما أن لديه شفاعة كبيرة لدى الله ولا يرفض له طلباً، يلتجئ الناس إليه لأنه أكثر قديس يجترح الأعاجيب في المعمورة"، والاهم انه لا يفرق بين انسان وآخر لا عبر الدين ولا الطائفة ولا العرق، شارحًا أن "شربل واحد من ثلاثة قديسين هم الأشهر في العالم وهما اضافة اليه، القدّيس بادري بيو، و​مار أنطونيوس​ البدواني ولكن شربل تفوّق عليهما بكثرة عجائبه".

إذاً، مع تقدّم الوقت تزداد أعمال القديس شربل لتتخطى لبنان الى العالم، ومن يصرخ بإيمان ويطلب شفاعة هذا القديس لا يعود خائباً كائنًا من كان، والى أي طائفة انتمى.​​​