أعربت القيادة القطرية لـ"​حزب البعث العربي الإشتراكي​" في ​لبنان​ وأمينها القطري النائب السابق ​عاصم قانصوه​، عن أسفها لـ"مستوى الإسفاف السياسي في إدارة البلاد الّذي يُعتبر نتيجة منطقية للورم الطائفي والمذهبي الّذي تفشّى بفعل القانون الإنتخابي الّذي اعتمدته القوى القابضة على السلطة في لبنان، حيث أوقعت نفسها في شرك التفسيرات والإجتهادات الشخصية المبتذلة بعيدًا عن النصوص والضوابط الواردة في ​الدستور​، فأضحت التفاهمات والتسويات والحفاظ عليها سبيلًا لتولّي المسؤولية وتقاسم النفوذ، تمثّلت مبايعة في التكليف سرعان ما انعكست فشلًا في التأليف".

وأوضحت أنّ "ذلك كان نتيجة الصراع على توزيع المغانم الّتي يرى فيها البعض تعويضًا عن إفلاس ألمّ به ويبرّرها البعض الآخر بغريزة الشبق السياسي لامتلاك السلطة أسوة بغلمان المشيخات، فيما يبدو وكأنّه توطئة مشبوهة لتحميل مكامن القوة والمنعة في لبنان، وزر إغراق البلد في أزماته الإقتصادية والإجتماعية والمعيشية، حيث يشهد لبنان وهنًا لم يشهده في أسوأ مراحل الحرب والعدوان العسكري عليه، فتشرع الأبواق الإعلامية لكثير من الموتورين ممّن ينطق بلسان العدو للنيل من المقاومة، فيما ينبري بعض من هم في سدة المسؤولية للتنكّر لتضحياتها والتصعيد من محاولات ابتزازها".

وركّزت القيادة على أنّ ""​اللقاء التشاوري​ للنواب السنة المستقلين" يشكّل استثناء بتوجّهاته الوطنية والقومية في هذه الفسيفساء الطائفية والمذهبية"، معربةً عن أسفها لـ"وقوع بعض أعضائه في فخّ التلاعب المافياوي من ثقة بمستشار في الظلّ كشفه يقين الولاء"، لافتةً إلى أنّ "الرد المناسب لا يكون إلّا بتمثيل اللقاء بواحد من أعضائه، بخاصّة من يشهد له التاريخ بالباع الأطول في الثبات على الهوية الوطنية والقومية، وهو شرط لا يمكن التنازل عنه".

كما أعربت عن دعمها وتأييدها لـ"التحركات المطلبية كافّة وآخرها ما جرى بالأمس"، منوّهةً بـ"دور ​القوى الأمنية​ في الحفاظ على الأمن وسلامة المتظاهرين والمعتصمين"، منبّهةً إلى "خطورة محاولات السلطة للهروب من معالجة المطالب الشعبية والقيام باختراق هذه التحركات ببعض العناصر المأجورة لحرفها عن شرعيتها وزجّها في صراع مع ​الأجهزة الأمنية​ المولجة بحمايتها، ولنا ملء الثقة بالوعي الوطني الذي تتحلى به هذه الأجهزة قيادة وضباطاً وأفراد".

في الشأن السوري، باركت القيادة القطرية ل​سوريا​ قيادةً وجيشًا وشعبًا، "استكمال حلقات الإنتصار على المشروع الغربي - الصهيوني، المتمثّل بهروب قوات الإحتلال الأميركي، حيث كانت أمام خيارين لا ثالث لهما: إمّا تكرار الهزيمة المتمثّلة بسقوط قوات المارينز في لبنان، أو الإستنزاف فالإنهيار من ثمّ الهرب أسوة بسقوط الصهاينة في عام 2000، وسيتبعه عاجلًا هروب قوى الإحتلال كافّة والوجود اللاشرعي (الغربي والتركي وما شابه) الّذي اضطر للتدخّل مباشرة في حربه الكونية على سوريا بعد فشل أدواته وأتباعه، نتيجة صمودها الأسطوري، فبات الهلع والتصدّع سمة هذا المحور العدواني الّذي يسارع كل ضلع من مكوناته للنجاة اليوم بنفسه من مصير محتوم ينتظره".

أمّا في الموضوع الفلسطيني، فوجّهت تحية إلى "أبطال وشهداء وجرحى مسيرات العودة الّتي أرهقت الكيان الصهيوني وصعدت من أزماته الداخلية والأمنية، والّتي تكاملت مع بشائر النصر الآتية من سوريا الّتي بدورها حصّنت وعزّزت نصر أحرار اليمن على العدوان الأميركي – السعودي وأتباعه فاستسلم لهزيمته".

ودعت ​الفصائل الفلسطينية​ كافّة إلى "اغتنام الفرصة السانحة لتوحيد قوى المقاومة والتخلص من آفات "​اتفاقية أوسلو​" وتبعاتها، الّتي زادت من آلام ومعاناة ​الشعب الفلسطيني​، حيث عمّقت الشرخ بين مكوّناته وضاعفت من النزف البشري، لا سيما في أعداد الأسرى والمبعدين والشهداء، وغربت مرجعية القرار الفلسطيني الموحد خلف القضية المركزية وحماتها، فجزأتها لتصبح أداة ضغط وتنازل بيد أوكار التآمر والتكفير".