أسف النائب في تكتل "​لبنان​ القوي" ​انطوان بانو​ لانطلاق ​العام الجديد​ في وقت لا تزال الأزمة الحكومية تراوح مكانها مع ترنّح التسوية الحكومية، لافتا الى انه "بعد ​العقدة الدرزية​ والعقدة ​المسيحية​ حيث ساهم في حلّهما ​رئيس الجمهورية​ العماد ​ميشال عون​، واجهتنا عقدة تمثيل السنّة الستّة، وقد دخل الرئيس على الخط لفكّ عقدتها حرصاً منه على تغليب مصلحة البلد، إلا أنّ ثمة من عرقل هذه المبادرة الرئاسيّة فبقي البلد يشهد مراوحةً حكومية".

وأشار بانو في حديث لـ"النشرة" الى أنه بعد حلول الأعياد، عادت حرارة التواصل لترتفع في ظلّ زيارة وزير الخارجية في حكومة ​تصريف الأعمال​ ​جبران باسيل​ إلى السراي ولقائه رئيس ​الحكومة​ المكلّف ​سعد الحريري​ ناقلاً إليه طروحات جديدة، وتكثيفه مشاوراته بعيداً عن الأضواء مع أكثر من طرف سياسي لإخراج البلاد من الفراغ الحكومي، لافتا الى "حديث عن تعويم المبادرة الرئاسيّة التي كُلّف بها ​اللواء عباس ابراهيم​ ويُنتظر استكمالها". وقال: "مع أنّ المراوحة غلبت على الطروحات للخروج من المأزق الحكومي، فإنّ الآمال المعقودة كبيرة وتعود إلى التطورات الأخيرة: على صعيد "​اللقاء التشاوري​"، تحدّث النائب ​عبد الرحيم مراد​ عن احتمال البحث عن اسم جديد للتوزير خارج الأسماء المطروحة في الوقت الراهن، ويُسجل موافقة اللقاء على تمثيله بطريقة غير مباشرة. وعلى مستوى ​حزب الله​، برز تأكيد من ​بكركي​ بأنّ التأليف قريب ويدخل في إطار العيديّة ولو حصل تأخير. ولا تزال المشاورات مستمرّة لحلّ العقدة السنّية ونحن على يقين بأنّ المفاوضات ستصل إلى خواتيم سعيدة بفضل حكمة وقيادة الرئيس".

وردا على سؤال عن علاقة "التيار الوطني الحر"–حزب الله، قال بانو: "صحيح أنّ العلاقة مع حزب الله شهدت بعض التوتر مع نشوء العقدة السنّية إلا أنّ المطبّات التي اصطدمت بها العلاقة سيتمّ تجاوزها، لأنّ وثيقة ​مار مخايل​ بين الفريقين أكبر من أن تتزعزع وتتصدّع، وما يتمّ التداول به في وسائل الإعلام ما هو إلا شدّ حبال". واضاف: "في ظلّ أي نظام ديمقراطي، من الطبيعي أن يسود خلاف ولكنّ المهمّ ألا يتحوّل إلى اختلاف".

وعبّر بانو عن تفهمه لـ"اللقاء الذي سيجمع اليوم بين ​هيئة التنسيق النقابية​ وروابط المعلمين والإدارة العامة و​المجتمع المدني​ و"​حزب سبعة​" لإطلاق صرخة بعنوان "تشكيل حكومة"، معتبرا ان "هذه الدعوة إلى الإضراب العام هي تعبير عن نبض الناس، وقد يعتبر البعض أنّ هذا الإضراب قد يشكّل ورقة ضغط ل​تشكيل الحكومة​ ورسالة للسلطة، إلا أننا نؤكد أنّ اللجوء إلى الشارع ليس الحلّ". وقال: "انني أشارك الشعب هواجسه وهمومه في ظلّ وضع اقتصادي ضاغط، وفي وقت يتخبّط لبنان بأزمات اقتصاديّة واجتماعيّة. ولا يخفى على أحد أنّ ​الوضع الاقتصادي​ الذي يشهده لبنان اليوم لم يسبق أن شهده في السنوات الأخيرة الماضية، فباتَ ثلث اللبنانيين يعيشون ما دون عتبة ​الفقر​، وأصبحت الأزمة الاقتصاديّة شبه كارثيّة في ظلّ ارتفاع مستوى الدين والعجز وتفاقم ​البطالة​. وقد لامسَ هذا الوضع الانهيار"، لافتا الى ان "للشارع حقّ للتعبير عن هموم الناس إنما نخشى من الغوغائيين والمندسّين الذين قد يفتعلون أعمال شغب وعبث بالممتلكات العامة والخاصة، فعندها يزول سبب القضيّة التي يتظاهر الشعب لأجلها".

وعن أولويّات الحكومة ​الجديدة​، أشار بانو الى أنها ستواجه "تحديات جسيمة"، من أزمة اقتصاديّة وبطالة وهجرة وصولا الى أزمة الإسكان و​الكهرباء​ و​النفايات​، والنازحين، وقال: "نعلّق آمالاً كبيرة على أن تكون استثنائية تضمّ وزراء استثنائيين ذوي كفاءة لمعالجة التحدّيات الجسيمة. وسواء كانت حكومة إنقاذيّة أو حكومة تكنوقراط، المهمّ أن تكون حكومة مُنتجة لإخراج البلاد من النفق المُظلم الذي يتخبّط فيه". وأمل ألا تنتقل اختلافات الرأي إلى داخل الحكومة العتيدة.

وختم بالقول ان "مسؤوليتنا كنواب، وقد أولانا ​الشعب اللبناني​ شرف تمثيله في الندوة البرلمانية، أن نوحّد جهودنا لتشكيل الحكومة كونها تشكّل السلطة التنفيذية للدولة المكلَّفة بإدارة شؤونها وبتصديق القوانين التي يسنّها المشرّعون ويقرّها ​مجلس النواب​".