رأى وزير الاقتصاد والتجارة في حكومة تصريف الأعمال ​رائد خوري​ ان "التدابير التقشفية التي ستُتخذ فور ​تشكيل الحكومة​ الجديدة لن تحظى بترحيب شعبي"، مشددا على ان "لبنان يرزح تحت واقع اقتصادي صعب نتيجة تراكمات 25 عاماً، ويتوجب أن نتكيف مع الإجراءات الجديدة التي ستتخذ لمنع انفجاره"، مذكراً في تصريح لـ"الشرق الأوسط" أن "لبنان بلد مدين وغير منتج بشكل عام، وبالتالي الحلول المقترحة لن تكون مريحة، وهي بمعظمها تلحظ التقشف على قاعدة "على قد بساطك مد اجريك"، وهو مثل لبناني يعني أنه يتوجب تحقيق توازن معين بين المدخول والمصروف".

وأشار خوري إلى وجوب أن تتركز أي خطة اقتصادية مقبلة على 3 قطاعات: أولاً، وقف التوظيفات في ​القطاع العام​ ومحاولة التخفيف من عدد الموظفين الموجودين ومن رواتبهم. ثانياً، زيادة الرسوم الجمركية على كل البضائع المستوردة، باعتبار أننا نستورد ما قيمته 18 مليار ​دولار​ ولا نصدّر إلا نحو مليارين، وبالتالي إذا رفعنا الرسوم نكون قد شجعنا ​الصناعة​ المحلية واستهلاك البضائع المنتجة داخل لبنان وفي الوقت عينه خففنا العجز بما يصب ل​مصلحة الاقتصاد​ وخزينة الدولة. وأضاف: "كما أن القطاع الأهم الذي يتوجب أن تلحظه الخطة هو ​قطاع الكهرباء​ الذي يؤدي إلى نزف كبير، بحيث يؤدي لخسارتنا ملياري دولار كل سنة".

وأوضح خوري أن "زيادة الرسوم الجمركية على البضائع المستوردة ستطال بلا شك مادة ​البنزين​، لكن انخفاض سعر ​النفط​ العالمي سيساعدنا في هذا المجال كي لا يشعر المواطنون بأنهم يتكبدون الكثير من الأعباء"، لافتاً إلى أن "كل ما سبق يندرج بإطار إجراءات قصيرة الأمد كي نتمكن من الوقوف مجدداً لكن الحل النهائي يكون بتبني سياسات اقتصادية تلحظ بشكل أساسي زيادة الإنتاج، وخلق جو مناسب للمستثمرين، وإلا نكن كمن ينتهج ​سياسة​ لحس المبرد".